بعد سحب الإمارات لمبادرتها انتبهوا للحتة دي

بقلم: صبري محمد علي (العيكورة)
الرد الرسمي لدولة الإمارات العربية المتحدة للحكومة السودانية بسحب مبادرتها بخصوص (الفشقة) الحدودية مع الجارة إثيوبيا ما كان له أن يأتي هكذا لولا الصد المنيع الذي قُوبلت به هذه (المبادرة) التى فى ظاهرها الرحمة ومن باطنها التدخل السافر فى شؤوننا.
ذلك السد الذي جسدته الاقلام الحرة والتحليلات العميقة والوعي المتقدم للشعب السوداني الذى (جاب آخرها) وكشف النومة والنية ولو تمادت الإمارات فى سعيها المفضوح لعدّ عليها الشعب السوداني أسماء الشركات الاسرائيلية المتوقع حضورها واسماء مدرائها وخفرائها ولكن الإماراتيون ادركوا انهم يلعبون فى الوقت الضائع فى ارض شعب جبار.
الفريق البرهان ومن خلفه مجلس السيادة قال قولاً لا يحتمل معنيين هو بمثابة القول الفصل حين قال إن بإمكان الإماراتيين ان يستثمروا فى اى بقعة بالسودان عدا (الفشقة) ثم عاد مختصراً زيارته ليومٍ واحد بدلا من يومين فقضي الامر الذى فيه يستفتيان (الاحباش والعرب) ومن يقف خلفهما.
ترسيم الحدود وتكثيف العلامات وفق خط قوين عام ١٩٠٢م والمتوافق عليه عى العام ١٩٧٢ م هو البوابة الرئيسية التى يمكن من خلالها ان يدخل أي مستثمر السودان ان اراد . اما غير ذلك كما قلنا فى مقال سابق (أزرعوها أب سبعين بس).
(الحتة) التى يجب على الإماراتيين ان يفهموها جيداً أن الدول لها أبواب كما للبيوت وعليهم أن يكفوا عن التدخل فى الشأن السوداني واستثمار الأزمات الداخلية ولعق جراحات الوطن بالسم الزعاف للمزيد من التفتت والانقسام.
فماذا نفهم عزيزي القارئ من العنوان التالي: (الإمارات تهنئ مناوي وتتعهد بدعم التنمية فى دارفور) كما اوردته (متاريس) منسوباً لحاكم دارفور السيد مناوي فى تدوينة له عبر (الفيسبوك) قبل ايام يقول فيها انه تسلم رسالة من وزير شؤون الرئاسة الإماراتي منصور بن زايد!.
وقال (والحديث لمنّاوي) ان سفير الامارات بالخرطوم نقل له تأكيد بلاده لدعم التنمية بدارفور خلال استقباله له بمنزله! (يعني السفير زار مناوي) و(اللا مش كده يا جماعة غايتو انا فهمتها كده)؟
و(برأيي) هنا يقع الخطل والخلل أين بوابة الدولة الرسمية سواءاً بمجلسيها السيادي والوزراء او عبر وزارة الخارجية وما الذى يجعل سفير دولة خارجية يتجرأ ان (يشرب) الشاي مع أي حاكم وسياسي متى ما اراد ذلك فى انتهاك صريح وصارخ للاعراف الدبلوماسية ووأد متعمد لاتفاقية جنيف!.
ولماذا يهمس ود زايد همسا لحاكم اقليم بعيداً عن ماعون الدولة وبصرها؟ وماهي حدود صلاحيات الولاة المتفق عليها أساساً؟ أم ان الشغلانة اصبحت (زريبة) مواشي!.
يا أخي أيام الانقاذ لو اراد احد هؤلاء السفراء ان يستدعي (حلاقاً) فكان عليه ان يستأذن الدولة ! ناهيك عن حالة الاستباحة الكاملة التى وصلت (حد) الجلوس على (بنابر) بائعات الشاي وما اكثر المغفلين الذي خدعوا من بني جلدتنا واستذلوا وتعشوا ورقصوا على اشلاء كرامة الوطن ومن داخل بعض السفارات بالخرطوم والتاريخ لن يرحم.
(برأيي) وحتى لا يذهب سفير آخر لتناول وجبة (آقاشي) مع حاكم آخر أوقفوا هذا العبث الدبلوماسي وباسرع ما يمكن فهى اللغة الوحيدة التى يفهمها الطامعون.
نظام (الطبطبة) على الفرقاء السياسيين والانفراد ببعضهم تحت جنح الظلام هو ما أورد ليبيا موارد الهلاك. حددوا صلاحيات الولاة وباللون الأحمر العريض حتى يغلق باب (فرق تسد) الذي تحاول جهات خارجية انتهاجه تحت مسمى الدعم والجمعيات الخيرية فمن أراد ان يدعم فليجلس مع السلطة المركزية بالخرطوم مهما اختلفنا حولها فستظل هي ممثل السيادة الوطنية ورمز كرامة هذا الوطن.
وأي تجاوز لهذه الثوابت فيجب ان يواجه بحسم وحزم وان يفضح على رؤوس الاشهاد كما تم التعامل مع ملف (الفشقة) بهذه الروح الوطنية العاليه. و(بلاش حكاية الغُمُتي) التى تتم ليلا.
قبل ما أنسي :
غايتو جنس لياقة لكن!
* خاص بـ(متاريس)
الجمعة ٢٨/ مايو ٢٠٢١م