سواق الشاحنة يا برهان

بقلم: صبري محمد علي (العيكورة)

دقيقتان وثمانية واربعين ثانية هى مدة مقطع (الفيديو) الذي كان يجلس فيه سائق الشاحنة مصطفى عبدالقادر ابراهيم من غرب شندي هكذا عرف نفسه مكرراً ارقام تلفوناته كان يسجل ومن امام احدى مطاحن (سين صاد) كما قال.

يقول انه جاء ليفرغ شحنة القمح المرسل بها ولكن مدير الانتاج لم يستلمها بحجة ان لا سعة لديه لاستقبال المزيد من القمح ويقول السائق مصطفى إنه ظل ومعه آخرين وقوفاً لتسعة ايام حسوماً.

الشاب تحدث بحرقة مناشداً البرهان وحميدتي وحمدوك أن يتقوا الله فى عباده. واوردها فى معادلة بسيطة كيف الرغيفة بخمسة وعشرين جنيهاً والمطاحن ترفض استلام القمح! اعتقد ان هذا الشاب لخص الحكاية فى جملة واحده وهى انه (فى حاجة غلط) فى هذا البلد! ولخص الفشل واعاد التذكير بلعبة القط والفأر التى كان يمارسها اصحاب المطاحن مع الوزير مدني عباس.

فأصحاب المطاحن يطالبون الحكومة بسداد مديونياتهم والحكومة عاجزة وتشهر فى وجههم سيف التهديد وتحاول جاهدة ان تحول المعركة بين المواطن الجائع واصحاب المطاحن! وهنا الخلل ومن كلام هذا الرجل ان القمح (رااااقد) بس المشكلة فى الطاحونة والطاحونة عليها التزامات وسداد رواتب ومنصرفات تشغيل وكهرباء والحكومة ليست مفلسة ولكنها (عدمانه الفهم) ولذا ستظل الأزمة قائمة. 

بالامس اعربت اسرائيل عن خيبة املها فى السودان بحسب (متاريس) لأن قرار اممي قد صدر بتشكيل لجنة تحقيق فى انتهاكات وقعت فى غزة دعمه السودان وقالت الخارجية الاسرائيلية انها كانت تتوقع من السودان موقفاً معارضاً لتشكيل اللجنة او الامتناع عن التصويت كما فعل قبل ايام.

واضافت الخارجية الاسرائيلية انها غير راضية عن طريقة تصويت السودان واصفة ذلك بانه (لا يسهم فى تعزيز السلام فى المنطقة) . انتهى خبر (الزعلة الاسرائيلية).

 أظنهم حتى الآن لم يفهموا الشخصية السودانية ولم يستوعبوا ان مجرد امتناع الحكومة عن ادانة جرائمهم فى غزة يوم ذاك كاد ان يذهب بالحكومة والبرهان على حدٍ سواء. وواضح ان اسرائيل تجهل (الميديا) السودانية لذا (زعلت مننا).

اعتقد ان الإسرائليين قد اقتنعوا اخيراً ان لاخيراً يرتجي لتطبيعهم مع السودان (ان تم ذلك) وقد يعيدوا حساباتهم وقد يظهروا عداءاً واضحاً عبر مخلبهم الإثيوبي فى الشرق وعلى شباب (الاسافير) ان يبقوا عيونهم مفتوحة.

فما أدب الحكومة وجعلها (تشرب وما تروى) واغضب اليهود سوي كلماتكم وتغريداتكم ومقالاتكم فالى الامام يا شباب ارصدوهم واحصوا عليهم انفاسهم ولا تستحقروا سلاح الكلمة فى سبيل الوطن فانعم بها من سلاح فتاك وحق صدوح. 

ان يقتحم العشرات من الشباب بالامس مكتب كهرباء (الكلاكلة اللفة) احتجاجاً على الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي و ينعموا بالهواء البارد وشحن (موبايلاتهم) فهذا دليل بحتمية قرب حدوث التغيير ومع ارتفاع درجة الحرارة و(حراق الروح) كل شئ متوقع. 

قبل ما أنسي :

ناس الفاتح جبرا وين من حكاية الكهرباء دي! مالوم دافنين دقن ووين مشت (شنوووووو) بتاعتو ديك وحبة الضغط الهارينا بيها فى كل مقال! واللا ياها زاتا كان ما عتود الشايقي كان تور الجعلي فضحنا مع الضيوف؟ أو كما قالت نسيبتهما.

* خاص بـ(متاريس)

الاربعاء ٢/ يونيو ٢٠٢١م

زر الذهاب إلى الأعلى