آراء

ما حك جلدك مثل ظفرك «١-٣»

بقلم: عادل هواري

الحل لن يأتي من خارج الحدود مطلقاً فالعبر والنماذج حولنا تؤكد ذلك.. فلا تتجاهلوا هذه الحقيقة ولا تستكينوا اكثر للإنتظار غير المجدي.

فمنطق الحق والعدل لدى المانحين المُنْتَظَرِين- كما خبِرناهم – يقول أن لا أحد سيدعمنا على حساب دافعي الضرائب في تلك البقاع المستنيرة -ليلتزم بما يربو على الخمسين مليون دولار الفرق التقريبي لمعدل العجز في أنفاقنا اليومي فقط لتسيير الحياة حتى تشرق شمس يومٍ جديد، 

وبعضنا يحتل ساحات المدينة عنوةً ليحارب غريماً متوهماً وبعضنا الآخر يتحلق حول بائعات الشاي والقهوة تناوباً على طول نهارات صيفنا الحارق فاقةً وثرثرة، لا يفضّنا الا تساقط المطر على رؤوسنا، ومن عجبٍ انه هو المطر نفسه الذي لا يبخل على سهولنا الخصبة ريَّاً وحياة!!!!. 

وجميعنا وسط هذا الوهم والضياع! مستمتعين بالمماحكة وانتظار المجهول تشرئِبُّ أعناقنا ترقباً لما سيهطل علينا من وراء البحار.

والحقيقة المتغافل عنها حتى لا نصحوا من دغدغة الحلم هرباً من واقع الحال، أن الأمريكان ومن يدور في فلكهم وحتى ربائبهم لم نشهد لهم أي عمليات استثمارية اساسية ذات قيمة أو عونٌ ملموس لأي مُسْتجْدِي مهما كانت زاوية الإنبطاح المفتعلة ومهما كانت درجة اختلاق السلطنة والطرب على سيمفونيتهم النشاز وعداً بالعطاء والعون -هكذا تقول التجارب من حولنا. 

غير انهم لن يبخلوا بالإستثمار في الأذية حينما لا تكون مريحاً وإيجابياً بمقتضى مصالحهم أو لا تملك ما يُخافونه بل تجدهم يستمتعون بالأذى إذا ما أحسّوا فيك ضعفاً وحاجة ومسغبة كحالنا، ويهادنوك {إحتراما} مع الوعيد كحال طالبان والفرس.وغيرهم من أصحاب المبادئ الممانعين. 

فلنسترح أخي العزيز وليسترح كل من يراهن على جدوى مغازلة عارضي الهوى ونركِّز فقط على ما تحت اقدامنا أن أردنا مخرجاً. فذلك قطعاً سيكون أيسر رغم العَنَتْ -إذا ما عُقِدَ العَزْم وصَحَّت الإرادة- وأهون من انتظار الوهم وإستجداء حلاوة النصر على ذواتنا. 

فإذا لم نعتبر بغيرنا ولم نتَّعِظ بتجاربنا فسنلمس ذلك بأيدينا قريباً وسنراه بأم أعيننا ولكن بعد فوات الأوان وبعد أن تتعذر علينا العودة الى ما كان ممكناً وتطوله أيدينا وبإرادتنا. 

*مساء الاربعاء
٢٦/مايو/٢٠٢١م*

زر الذهاب إلى الأعلى