آراء

اليوم مزدلفة وغداً إما الرحيل أو جمرة العقبة

بقلم: صبري محمد علي (العيكورة)

أياً كانت نتيجة مليونية اليوم فيجب ان لا تقل عن حل هذه الحكومة وتشكيل حكومة كفاءات وطنية لا حزبية تستكمل ما تبقى من الفترة الانتقالية.

(برأيي) لا مجال للمزيد من الوعود وكسير المقاديف فقد قدم هؤلاء كل ما يملكون والتشبث بالمزيد من الأمل هو انتحار لهذا الوطن وتناسل للمزيد من المعاناة وشظف العيش وانعدام الامن.

اى محاولة يقوم بها (أشباه) عقلاء قحت هذا اليوم مردودة عليهم فقد مضى وقت الغمز بالعين وعض الشلوفة فلم يعد في الصبر صبراً. نحر المواطن من الوريد الى الوريد بالغلاء وانعدام الصحة وذبذبة التعليم وتأرجح الأمن.

لم يعد في الوقت متسع للتلويح بحزم الدولار الاخضر القادمة من الخارج. لم يعد هنالك متسع ليسمع الشعب سنعبر وسننتصر فوالله لو تحركت هذه الحكومة زحفاً على بطنها لرأى الناس شيئاً وبريقاً من الامل ولكن بين السكون والحركة تتمدد قوانين فيزيائية طويلة رسبوا فيها جميعاً.

لم يعد هناك متسعاً من الوقت لسماع الوعود الخارجية و أروني في التاريخ ناجحاً واحداً على رهانٍ خارجي! لم يعد في صدور الناس نفساً لسماع التنظير والتسويق الكذوب ولا كلمة تهمهم بها الشفاه العطشى والاجساد النحيلة هذه الأيام سوى (اختونا).

 هذه الحكومة ما أتت لرفاهية الشعب السوداني كما ادعت بل هي شرذمة تسنموا سنام الثور الجامح يوم ذاك تسيدهم حزب البعث بعضوية لا تملأ حافلات ثلاث فحكم السودان ثلاثة ورابعهم أحد لقطاء الأمة والخامس والٍ لولاية طرفية.

تعطلت كل قنوات التقاضي واندثرت العدالة بفعل فاعل. انحطت الالفاظ والاخلاق وتعددت المليشيات وتفرق السلاح وتناثرت السيارات فاقدة الهوية فأصبح القلع تحت تهديد السلاح او بدونه وبقوة العضلات جهاراً نهاراً والحكومة في ثباتها المعيب فشل حمدوك وفشلت ذمرته ولا حل الا في الرحيل والرحيل العاجل والاعتذار لهذا الشعب والاعتراف بالفشل.

مجلس السيادة جزء من منظومة الفشل وعليه ان يرحل. الوزراء كل واحد (ازفت) من الآخر . البعثيون يحاولون خرق السفينة والشيوعيون يحومون حول الحمى بين التحريض والشعارات الكاذبة وبينهما كثيراً من الأحزاب خلعت مبادئها قطعة قطعة.

ارحلوا بذوق واعلنوها بشجاعة ان قد (فشلنا) وافسحوا المجال لغيركم وما اكثرهم واخبرهم.

عطلة اليوم الواحد لن تغير من الواقع شيئاً الكلمات المعسولة لن تؤكل الناس خبزاً. الخطب الحماسية لن تأتى لنا بالدواء والغاز. لعن الكيزان وشيطنتهم لن تنساب معها المياه وتيار الكهرباء.

لذا ليس أمام مغيب هذا اليوم الا الانتقال الى (مزدلفة) رجالاً وركباناً فإن ذهبوا قبل فجر العيد وإلا فالرجم والحلق والنحر فبأي بدأ الحاج فلا حرج. 

قبل ما أنسي : ـــ

إِذا غامَرتَ في شَرَفٍ مَرومٍ

فَلا تَقنَع بِما دونَ النُجومِ

فَطَعمُ المَوتِ في أَمرٍ صَغيرٍ

كَطَعمِ المَوتِ في أَمرٍ عَظيمِ

يَرى الجُبَناءُ أَنَّ العَجزَ عَقلٌ

وَتِلكَ خَديعَةُ الطَبعِ اللَئيمِ

وَكُلُّ شَجاعَةٍ في المَرءِ تُغني

وَلا مِثلَ الشَجاعَةِ في الحَكيمِ

* خاص بـ(متاريس)

الاربعاء ٣٠/ يونيو ٢٠٢١ م

زر الذهاب إلى الأعلى