تحية للشرطة..«آآي ده الشُغُل ده الشُغُل»

بقلم: صبري محمد علي (العيكورة)

انجاز الشرطة الأخير يضاف لملفها الناصع في حماية المواطنين وصيانة اعراضهم وحفظ اموالهم. الغريب في الامر ان ايقاف عشرة (همباتة) هذه المرة لم يكن باطراف السودان بل كان داخل قلب العاصمة الخرطوم.

عشرة اشخاص ينتحلون صفة قوات نظامية في وقت متأخر من الليل ويقيمون نقطة ارتكاز عند تقاطع شارع الستين مع طريق الخرطوم مدني! (شفتو قوة العين دي كيف) يعني همبتة عديييل بوسط العاصمة لسلب وابتزاز الناس.

ولكن الحس الامني العالي للشرطة جعل دورية تشتبه في هذه النقطة المثيرة للريبة وتقبض عليهم. واريتكم كان شفتوا لبسهم وبطاقاتهم المزورة كلها (لحركات مسلحة) ورتب واستخبارات وكل (عدة) الشغل جهزوها ولكن كما ذكرنا في غير ما مقال ان الشرطة تدريب وتأهيل وحس أمني عالي وليس كل شخص يصلح ان يكون شرطياً.

 حكى لي أحدهم وكان (جندي) يعني ما ضابط خلي بالك قال إنه كان يصطحب مجرماً استخدم سكيناً في جريمة وانكر اين يخبي هذه الاداة التى استخدمها.

قال فكنت اجلس بحوض العربة معه وهو مقيد اليدين والرجلين وكانت المسافة بين مركز الشرطة ومسرح الجريمة مسار ساعتين من الزمن قال لى كنت طيلة المسافة اراقب عينيه وتعابير وجهه وفجأة صدرت منه التفاته.

فطلبت من زميلي الذى يقود العربة ان يتوقف . ثم ضيقنا عليه الخناق بان السكين هنا وعليه ان يدلنا عليها فاعترف!.

فهذا هو الحس الأمني والذكاء وقوة الملاحظة والفراسة التى تمتاز بها الشرطة السودانية وما نقطة ارتكاز الامس الاول الا واحدة من خداع المجرمين ولكنها لم تغب عن ذكاء الدورية ومبروك عليهم التكريم الذى نالوه.

فالتحية لاخواننا وابنائنا وبناتنا في جهاز الشرطة اينما وجدوا على امتداد هذا الوطن العظيم التحية لهم في المرور والسجل المدنى والمباحث والحياة البرية والدفاع المدني والجمارك ومستشفيات الشرطة والقابضين على زناد هذا الوطن بجميع الاقسام والوحدات والفروع.

التحية لكل واقف يؤمن سوقاً ومنفذاً التحية للذين لم يتوقفوا طويلاً عند استفزازات الجهلاء والمأجورين بل تعالوا عن تلك التفاهات من اجل ان يبقى السودان آمناً مطمئناً. التحية لقياداتها العليا والوسيطة وهم يرسمون الخطط ويتفقدون المواقع.

كم تمنيت لو توسعت صلاحيات الدوريات بربطها بشبكة اتصال بغرف عمليات تعمل على مدار الأربع والعشرون ساعة مع الجهات الامنية الاخرى حتى تكون الدوريات على علم بنقاط الارتكاز الحقيقية (إن وجدت).

وهذا ما يمكن التنسيق فيه بكل بساطة باستخدام التقانة الحديثة وعلم الاحداثيات او ان تكون هناك نشرة يومية متبادلة بين الاجهزة الامنية بنقاط تواجد وحداتها.

كما اتمنى صادقاً ان لا يطول امد محاكمة هؤلاء المجرمين وان تخصص لها محاكم عاجلة حتى يرتدع من تسول له نفسه القيام بمثل هذه الاعمال الفوضوية وترويع امن المواطنين.

قبل ما انسي : ــ

كلنا الشرطة ولو عاد بنا الزمان لاخترنا هذا الشرف (وآآي ده الشُغُل ده الشُغُل).

* خاص بـ(متاريس)

الاحد الاول من اغسطس ٢٠٢١ م

زر الذهاب إلى الأعلى