آراء

سؤال يظل حائراً عن دارفور

بقلم: صبري محمد علي (العيكورة)

ذهبت الإنقاذ وذهب البشير وجاء المتاجرون بقضايا دارفور والهامش جاءوا وتداعوا الى قصعتهم الجريحة (دارفور) هل توقف نزيف الدماء وهجرة الأبرياء بعد أن زال السبب المزعوم وهى (الانقاذ) فلماذا يقتتل اهل دارفور؟ سؤال يجب ان يميط اللثام عن حقائق لطالما سعى تجار الحرب الى الترويج لها.

قالوا إن هناك جرائم إبادة جماعية وتهجير قسري واغتصاب وغير ذلك من الجرائم ضد الإنسانية وها قد ذهبت (الانقاذ) فهل توقف الصراع القبلي والاحتراب؟ أليس هذا سؤال منطقى ويجب الإجابة عليه بكل شفافية.

إذاً لماذا تاجر هؤلاء بدماء كذوبة وجرائم افتراضية وسجلوا من المقاطع الملفقة وعرضوها بميادين النجيلة على شاشات العرض العملاقة يدنسون شرف أهلهم كذباً ويبيعون ترابة إفتراء . إذاً فليذهبوا الى دارفور ويسألوا الموؤدة ويسألوا القرى التي احرقت والانفس التي ازهقت بعد ذهاب الإنقاذ باي ذنب قتلت ولماذا التهجير والتشرد في عهد الحرية والسلام والعدالة.

 اعتقد ان مشكلة دارفور لم تكن يوماً مع المركز بقدر ماهي صراعات تدور بين المزارعين والرعاة ولكن بعضاً من أبناء دارفور أراد لها غير ذلك وأسألوا إن شئتم جميع الحركات المسلحة ماهي الاجندة التي دخلوا بها سلام (جوبا) فسيقال لك من اجل انسان دارفور وستسمع اهازيج من الألم والموسيقي الحزينة (طيب) وهاهم قد استأثروا بالكراسي والسلطة والجاه فأين انسان دارفور من معادلة اليوم؟ لا شي صفراً على الشمال . أسألوهم جميعاً جبريل ومناوي وحجر وجميع الموقعين وسلام جوبا قد شارف عامه الاول على الانتهاء فماذا قدموا لأهل الاقليم؟.

اتمنى صادقاً ان يشخص هؤلاء الحكام الجدد مشكلة دارفور كما هي ويسعوا الى حلها حلاً جذرياً بالتنمية والتوطين لا بالشحدة والاسترزاق وان يخرجوا بانسانها العزيز من (حفرة) المعسكرات وتلقى الهبات الى سعة الإنتاج والعمل والكسب الشريف.

مَن مِن الذين تاجروا بقضية دارفور يعرف دارفور وجغرافيتها وتركيبتها الإثنية والعرقية! من منهم يعرف شيئاً عن سماحة وطيبة اهلها. كلهم وللأسف لا يعرفونها الا عبر مقاطع (الفيديو) او عبر ما تجود به (الميديا) اين أسر هؤلاء القادة؟ هل يقيمون بالسودان؟ جُلُهم اتخذ من مقام (اوربا) ومصر محراباً ومصلى الى حين.

(برأيي) ان السؤال الكبير الذى يفرض نفسه هو على من تقع المسؤولية التاريخية لما حاق بإقليم دارفور للحكومات المركزية المتعاقبة ام للنخبة المثقفة من أبناء الإقليم؟.

قبل ما انسي : ــ

للشاعر الفذ عبد القادر الكتيابي قصيدة عصماء سماها (ورقة الى صناديق الاقتراع) قال إنه كتبها بمناسبة أن الامام الراحل الصادق المهدي قد دعاهم مجموعة من الشعراء الشباب قبيل ترشحه للانتخابات التي جرت منتصف ثمانينيات القرن الماضي قال كنت اخاطب الوطن :

عليّ الطلاقُ
مُكاءٌ صلاة اليمن عليك
وحج اليسار اليك نفاقُ

وأقطع حدّ ذراعي رهاناً
ستصبح ثم تراهُم سمانُ
وثَم يُشدُ عليك الوثاقُ

فتعرف ان المنابر سُوقٌ
وان البضاعة انت
وليس هُناك إمامُ وليس هُناك رفاقُ

ستعرف أني نصحتُ بقلبي
وأني صدقتُ علىّ الطلاقُ.

* خاص بـ(متاريس)

الاحد / ٢٢ أغسطس ٢٠٢١م

زر الذهاب إلى الأعلى