د.عمر كابو يكتب : حكومة تمارس الخديعة

حكومة تمارس الخديعة على شعبها اللماح

عهدت الشعب السوداني شعباً رشيداً جيد العقل يلتمس الحق من منبعه، فمتى أدركه عظمه ووقره والتزمه وسار على هديه وطريقه، فهو دوماً شعب يحترم العقل والمنطق ويبني مواقفه كلها على هدًى من تفكير صائب ونظر عميق فعنده الصدق الذي هو بمعنى مطابقة الخبر للواقع ضرورة لا يجامل فيها البتة بل يعتقد فيه أنه ليس بمثابة وجهة نظر تبدى وإنما لابد له من إدراك والتماس للحق بعيدًا عن المغالاة والإفراط والتفريط ومن هنا كان صبره على الإنقاذ ثلاثين سنة عن طيب خاطر لا عن جبن أو ضعف أو خور.

ولقد استمر الأمر كذلك طيلة سنوات الإنقاذ إلى أن أحكمت الأجهزة المخابراتية العالمية قبضتها على مفاصل الدولة وأطبقت على حكومة البشير  تماما مستخدمة بعض وكلائها من قوى اليسار ومن خصوم الإسلاميين لتنفيذ خطة إزاحته ملتمسين من الأزمة الاقتصادية الطاحنة سببًا  وليت الموقف وقف عند  ذلك ؛ فقد رسمت خطة كاملة لتسفيه الإسلام والقضاء عليه وعلى  الإسلاميين ودمغهم وتشويههم بتهمة الفساد كلهم بلا استثناء بل تمت تعبئة كاملة لشبابنا ضد رموز الإسلاميين بلغت مرحلة صناعة شعارات تنضح عنفًا وكراهية وغلًّا من شاكلة (أي كوز ندوسو دوس).

لكن ولأن هذا الشعب شعب كريم أصيل فقد اكتشف فجأة أن هذه الشعارات لا تعبر عنه ولا عن  سماحته ولا عن طيب عنصره ولا عن أدبه وقيمه وتهذيبه العالي ولذلك رفضها وغيبها طواعية وأصبحت غير متداولة إلا عند فئة قليلة لا تخلو من انتماء أو قرض، بل تحول الشعب السوداني الأصيل فجأة إلى تظاهرات عارمة أصبحت الأحياء ينافس بعضها بعضًا ضد حمدوك وحكومته بعد أن اكتشفت أنه تم اقتياده لتنفيذ مخطط استخباراتي محكم ضد الإسلام بالدرجة التي تم تغيير المناهج لحذف مقررات القرآن الكريم تحت زعم ودعوى أنها حشو لا يليق أن يزحم بها عقل الطالب وهو ذات الشعب الذي يرى عدم احتمالهم لشعار التلفزيون وأرادوا تغييره لمجرد أن تصميمه يعني (لا إله إلا الله ).

والأخطر من ذلك أن هذا الشعب السوداني الواعي الذكي اكتشف أن حكومة حمدوك تكذب عليه و تمارس الخديعة له في وضح النهار من خلال زيادة أسعار تعريفة فاتورة المياه لثلاثة أضعاف في سرية تامة وموافقتها غير المعلنة لأصحاب المخابز على تقليل زنة الرغيفة وتقليل حجمها وزيادة سعرها دون أن تعلن ذلك كما في الولايات .

وأخيرًا هاهي تمارس الكذب الصراح في إعلانها أنها أعادت العلاقات الخارجية بين السودان وأميركا وترفيع مستوى التمثيل الدبلوماسي لدرجة سفير وهو ما كان موجودًا ومعلومًا طيلة فترة الإنقاذ حتى أن زيارات وفود البلدين على المستوي الرسمي أو الشعبي لم تنقطع فقد زار السودان أكثر من وزير خارجية من الولايات المتحدة وكذلك السودان لم تنقطع وفود مسؤوليه عنها إذن ما يتم تصويره كإنجاز لا يعدوا أن يكون (لعبًا على الذقون) لن يفوت أو ينطلي على أحد، كنت أتمنى أن يصدق حمدوك شعبه بتصريح قوي يؤكد فشل زيارته التي قامت لهدفين الأول رفع اسم  السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب والهدف الثاني استقطاب الدعم المادي (الدولارات ) والهدفان لم يتحقق منهما شيء بل بالعكس ورط شعبه في التزام مادي للولايات المتحدة الأمريكية  عسير عليه أن يدفعه ولأجل ذلك ينتظر هذا الشعب الكريم منه تنويرًا يعلن فيه فشل زيارته ولا مانع لدينا من أن ينوه للنجاحات الشخصية التي تحققت له ولوفده (مخصصات وكده ) وحضوره للحفل الساهر للبلابل.

هذا الشعب بلغ به الذكاء مبلغًا أنه اكتشف أن (القحاطة) لا يستحقون أن يحكموا ساعة ناهيك عن شهور ولذلك سيلفظهم إلى مزبلة التاريخ يوم ١٤ القادم ، الآن بات الوضع ينتقل من سييء إلى أسوأ ، فكأني بالمذيع المخضرم حفيظ دراجي يردد مقولته المشهورة في وجه حمدوك وحكومته وهم يغادرون كراسي للحكومة (في الباي باي يا حبيبي).

زر الذهاب إلى الأعلى