د.عمر كابو يكتب: نجاحات حميدتي تصطدم بثنائية الفشل

زيارات (ماكوكية) ناجحة وعملية يقوم بها سعادة الفريق الأول حميدتي لبعض الدول خطوات جادة منه لتحقيق السلام الذي يعد أكبر ضمان لتحقيق الاستقرار السياسي المنشود وطي صفحة الخلافات والحروب وبناء وطن يسع الجميع يشارك فيه كل أبناء الشعب السوداني كل حسب طاقته وقوته وعطائه بعد أن أرهقت تلك الحروب الأهلية كاهله وأضاعت عليه فرصة ثمينة في أن يكون في صدارة الدول الإفريقية والعربية نموًّا وتنمية وازدهاراً.
فتحركاته تلك أعادت جسور الثقة بين الدولة والحركات المسلحة وفرضت واقعًا جديدًا في تلك المناطق المتأزمة ها هي جنوب كردفان تشهد مناطق التمرد فيها عودة الحياة لطبيعتها تدريجًا من بعد فتح المسارات لوصول المواد الغذائية والإغاثية لأهل تلك المناطق ودخولها ضمن قائمة المناطق ذات الإنتاجية عالية للمحاصيل هذا العام، نعم يتم ذلك من حميدتي في هدوء ودون ضوضاء تسبقه رافضًا حتى مجرد تكريمه على تلك الخطوات الناجحة وسعيه الدؤوب لإكمال عملية السلام.
وللأسف فإن جهده الكبير هذا الذي بذله لم يجد التغطية الإعلامية اللازمة التي تحيي الأمل في كوامن النفوس وتبشر بقرب أوان تحقيق بشريات السلام وتمثل حافزاً للآخرين من الذين أبطأوا المسير للحوق بقطار سلام حميدتي، في تقديري أن عدم التغطية اللازمة لإشراقات حميدتي هذه يعود في المقام الأول والأخير لانشغال الأجهزة الإعلامية جملة لا سيما الصحافة بتلك القضايا الانصرافية والتصريحات غير الرشيدة والتهديدات المتلاحقة ضد الإعلاميين من قبل وزارة الإعلام.
فانصرف الإعلام جملة للرد على الرشيد سعيد وتهديداته التي أضحت عملًا رتيبًا منظماً فما طلع علينا صباح إلا طالعنا بتصريح يتوعد فيه الصحافة والصحفيين حتى حسبنا أن مهمته انحصرت فقط إسكات الصحافة وقطع أوصالها وبتر جذورها، الرشيد سعيد ملأ الدنيا وشغل المجتمع الصحافي بقضايا انصرافية مثل عدم افتتاح فعالية مهمة كاستضافة الخرطوم مؤتمر إذاعات الدول العربية بالقرآن الكريم كما جرت العادة بذلك فخسر مرتين، مرة حين انصرف الناس من تغطية الفعالية موضوعيًّا وانشغلوا بهذا الأمر و مرة ثانية حين ارتد عليه الأمر شتيمة وإساءات كما هو مشاهد في مواقع التواصل الاجتماعي .
مسكين حمدوك لم يجنِ من وزارة الإعلام غير الهزيمة والعداء من غالب الأجهزة الإعلامية بسبب ضعف قدرات فيصل محمد صالح الإدارية وعدم تمكنه من إدارة ملف الإعلام بطريقة منهجية ، وكذلك بسبب كراهية المجتمع الصحفي للرشيد سعيد بالدرجة التي ماعاد الصحفيون يحتملونه بل عدوه وحسبوه بعد أن توعدهم وهددهم ووضع لهم خطوطاً حمرًا، أكبر الظن أن حكومة حمدوك ستخسر كثيرًا كل يوم يستمر فيه هذا الثنائي في موقعهما هذا. بصراحة كيف فات على حمدوك تعيين رجل غاب عن البلاد وعن المشهد الإعلامي ثلاثين عامًا وكيلًا أول لوزارة الإعلام، تلك الوزارة التي من أهم مطلوباتها القدرة على التواصل الاجتماعي مع وسط صحفي واعٍ.
وبصراحة أكثر كيف يطلب حمدوك دعمًا إعلاميًّا وفيصل والرشيد لم يفتح الله عليهما أن يلتقوا رؤساء التحرير وكتاب الأعمدة طيلة الفترة السابقة.. لقد صرت أرى كل يوم معنى الآية الكريمة يتجسد حيًّا أمامي (من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدًّا ) وأراه واقعًا يمشي بين الناس.
شكرًا سعادة الفريق الأول حميدتي عما بذلته وتبذله في ملف السلام فقد شغلنا عنك ثنائي الفشل ؛فقطعًا جهدك محل تقدير من الشعب السوداني الأبي.
إن الصحافة تعيش وضعًا بائسًا حقًّا؛ فها هو كبيرنا وأستاذنا أحمد البلال الطيب يعيش محنة جديدة غداً أحدثكم عنها.