ياخ حمدوك ده زول كويس.. قول ليّ كيف؟

بقلم: صبري محمد علي (العيكورة)

بالأمس الرجل كان مُشرف حفل توقيع الإعلان السياسي لتوحيد وإصلاح قوى الحرية والتغيير! يعني جماعة كان متشاكلين حول الكراسي والمناصب واتصالحوا هذا باختصار مضمون الحفل.

حمدوك رجل طيب (صدق) المجتمع الدولي والهبات الفالصو رغم انه كثيراً ما تحدى ان السودان لن (يشحد) احداً ولكنه شحد باسم الوطن حتى الشاش والقطن!.

فالرجل طيب وغلبان ومغلوب على امره فلا هو مقتنع بمن أتوا به ولاهم بتاركيه ليختار حكومته من كفاءات وطنية لينتشل الوطن.

لذا ظل الرجل (مكتف) لدى شلل اليسار عجزت حكومته حتى من حصر مستحقي برنامج ثمرات (بلاش نقول المذل) فقط إحصاء طالما اننا بصدد مدح الرجل. اكاد اجزم ان جبال الهم التي يصطبح ويمسي بها السيد حمدوك تنوء بحملها الجبال الراسيات لأن وبإختصار الرجل يعمل بلا طاقم. وسط تشكيلة متنافرة من مراهقي السياسة والنفعيين والانتهازيين وناس (حق جدي وينو؟) فكيف يعمل الرجل وسط هذه الجوغة؟.

احد وزراء الحركات المسلحة عندما أخفق وتعالت الأصوات المطالبة حمدوك باقالته قال هذا الوزير (الجهبز) ولا حمدوك يملك حق اقالتي! هذه احدى المآسي التي يعيشها السيد (حمدكا).

قرار عودة السودان لمنظمات التمويل الدولية انجاز يحسب للرجل بلا شك ولكن يعاب عليه الرضوخ التام والمفاجيء لشروط صندوق النقد الدولي والبنك الدولي دون تدرج ودون ان تكون هناك معالجات مدروسة لفئة الفقراء.

انفجار التضخم وانكماش الإنتاج ووضعف الصادرات وانعدام الشفافية وطائرات (دهب الليل) وغيرها من الثقوب أدت لتعميق المأساة على الوطن والمواطن.

حمدوك ما زال تحت تأثير ان المكون العسكري هو العدو وإن أبدى غير ذلك وإلا فقبل الحديث عن الانفلات الأمني أهمس في اذن اقرب شرطي وأسأله كم يتقاضى؟ ومثلهم من أساتذة الجامعات والخدمة المدنية عموماً وستفهم الطرف الغائب من المعادلة.

(طيب) لماذا يعجز السيد حمدوك عن معالجة الهيكل الراتبي؟ انه اليسار الذى يسعى ان لا تكون هناك شرطة ولا جيش وحمدوك يدرك تماماً مقصدهم ولكنه عاجزعن ردعهم لذا آثر مسك العصا من المنتصف بين مشاكسة مكونات (قحت) و(شنب ) العساكر.

جميع المحاذير التي كانوا يعارضونها ويحثون التراب على رؤوسهم إن فعلتها حكومة الكيزان فعلوها مع الكراهة رفع الدعم والتعويم حتى اختلت المعادلة بين أيديهم حتى اصبح الثري في السودان هو من يظفر (بوجبة فول مصلّح) واصبح (اجعص) الاقتصاديين من غير (الكيزان) عاجزاً ان يشرح للناس كيف كان الإسلاميون يحكمون هذا الوطن ولا اريد ان ينزلق القلم في المقارنة فشتان بين الثري والثريا.

ولكن (برأيي) ان الحقيقة التي لا تقبل الجدال هي ان الملعب قد اصبح مُهيئاً لمن ستأتي به صناديق الاقتراع اذا أقيمت الانتخابات فلن يجرؤ احداً ان يتذمر من متلازمة الأسعار والغلاء التي فرضت بسياسة الامر الواقع ارضاءً للغرب اتفق الناس حولها ام اختلفوا فقد أصبحت امراً واقعاً. وقناعتي ان السيد حمدوك لو (ركب راسو) واتى بأربعة فقط من (ثعالب) الكيزان لأحدث اختراقاً كبيراً في معاش الناس.

أخيراً الذين ما فتئوا يولولون من الدولة العميقة والدولة الموازية وغيرها من النعوت فهؤلاء لا يحسبون ان الكيزان (قد بلعتهم الأرض) ولا اعتقد ان من حق كائناً من كان ان يحجر على أي سوداني حقه في الانتماء السياسي طالما انه لم يفسد ولم يظلم احد.

لذا لن تنتهي حكاية (الخليع) التي نعيشها هذه الأيام (امممك الوزير طلع كوز). ولكن اين الوطن من المعادلة؟ فسيظل بين قوسين حتى يعي القوم معنى ان تكون حاكماً.

فيا شركاء الحكم حنانيكم بالسيد حمدوك فقد اعجزتموه رهقاً حتى صنعتم منه تاجراً ماهراً في تسويق الوعود وبذل الاماني العذبة.

قبل ما انسي : ـ

عرفتوا الزول ده كيف ممكون وصابر؟.

* خاص بـ(متاريس)

الخميس ٩/ سبتمبر ٢٠٢١ م

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى