وإن الحرب أولها كلامُ

بقلم / صبري محمد علي (العيكورة)
ما اعقب يوم واحد وعشرين بالشارع السياسي لا يبشر بخير فى ظل انعدام الدولة واجهزتها العدلية فالكل امسك (بمايكرفون) واصبح يبث سمومه وهلعه ووجله يتهم، يستحقر، يزدري والكل يصرخ اما انا او فليذهب الوطن.
ومع قناعتنا ان السودان لم يعدم العقلاء ولكن يستحيل عليهم ان يصلوا لمنصات الخطابة ومراكز اتخاذ القرار فى ظل هذا الصراخ والهياج وحالة غياب العقول التى تتسيد المشهد السياسي.
فما ان افاق الناس من صدمة (لامية) وجدي صالح بمدني الا واعقبها ابراهيم الشيخ بذات الحديث النتن بتشكيكه فى هوية مواطنين بشرق السودان مما دعى الشبكة الوطنية للعدالة الاجتماعية الشروع فى مقاضاته بحسب (متاريس).
لذا فان حالة الاحتقان السائدة قد تفضي لفوضى خلّاقة لا تبقي ولا تذر إن لم يحدث انفراج فى ظل تعنت الطغمة القابضة على انفاس الوطن فلا احد يستطيع ان يتكهن بما تحمله قادمات الايام.
السيد حمدوك اثبت بما لا يدع مجالاً للشك انه غير معني بما يحدث ولا شاغل له الا تنفيذ الاجندة التى اتى لينفذها وكيلاً عن من ارسلوه وما زال يمارس البرود الى ما تحت الصفر السياسي لذا لا يرجى منه ان يكون رجل دولة ولو ليوم واحد ويجب ان يتجاوزه الشعب وان يقطع عليه هذا التمدد والتراخي الذى قد يذهب بريح الوطن.
ابراهيم الشيخ الذى جاء بمفرده يتسول الحفاظ على امواله وتجارته ألقمه الثوار حجراً واشبعوه درساً واستنكاراً حتى رحمه جميع من شاهد المقطع المذل.
اليافع الأصم يطالب البرهان ان يتنحى وخالد سلك يهزئ بما لا يفهم كعادته ، حزب الامة كعادته يمارس (عض الجلابية) تأهباً لتحديد لاي الفريقين سينضم !.
الوثيقة الدستورية التى لم يلتزموا هم بتطبيقها يتباكون عليها اليوم ويطالبون الغير بتطبيقها !.
الديمقراطية التى لم يطبقوها يطالبون الآخرين بتطبيقها ! العدالة التى وأدوها والقضاء الذى ذبحوه يطالبون به اليوم !.
والمؤسسية التى داسوا عليها بأقدامهم حتى رهنوا الوطن لثلاثة اشخاص هم من تجتمع عندهم كل السلطات حتى اوصلوا الوطن مرحلة اللا عودة.
اذاً فى ظل هذا التمترس والجمود السياسي إن لم يفض اعتصام القصر الذى اجتمع عنده كل اهل السودان الى حكومة (تكنوقرط) فلن يبارح الوطن مكانه وسيستميت اهل المصالح من قحت (١) دفاعاً عن مصالحهم وكراسيهم وما استجدائهم للشارع بالامس الا نوعاً من التشبث الذى يمارسونه هذه الايام.
قبل ما انسي : ــ
والى خرسان فى العهد الاموي نصر بن سيار نصح آخر ملوك الامويين مروان بن محمد فى ظل اندلاع الثورات فى ارجاء الدولة الاموية قبل سقوطها بابيات وصفها التاريخ بانها من (الشعر المستقبلي) الذى يقرأ المستقبل ويرسم ملامحه يقول فيها :
أري تحت الرماد وميض جمر
ويوشك ان يكون له ضرام
فإن النار بالعودين تُذكي
وإن الحرب أولها كلام
فإن لم يطفها عُقلاء قوم
يكون وقودها جُثثٌ وهام
فقلت من التعجب ليت شعري
أأيقاظ أمية أم نيام
فإن يقظت فذاك بقاء ملكٍ
وإن رقدت فإني لا ألام
(اللهم أحفظ لنا وطننا وأمِّنا من كل مترص).
* خاص بـ(متاريس)
السبت ٢٣ / اكتوبر ٢٠٢٢ م