آراء

يا تِرك.. أرحم شوية

بقلم / صبري محمد علي (العيكورة)

بينما الخرطوم الرسمية تتحدث عن وصول صادر الماشية للسعودية وتحدث عن (٥٠) مليون دولار هى عائدات صادر الحبوب الزيتية وتحدث عن افتتاح معرض الكتاب وتحدث عن تأثر امداد الجازولين وانعدام الفيرنس. وتحدث عن درامي يشتكي مشاكل تواجههم بين المسرح والسياسيين! ووزير مصري يحدثنا عن معلومات هامة حول الملء الاول لسد النهضة! (الزماااان داك) بينما هذه الاخبار تملأ الميديا وغيرها تحاول ان تصور لنا وكأن الحياة تسير طبيعية بالخرطوم .

أخبار اخرى تتحدث عن قوات على (ظهور التاتشرات) تدخل الخرطوم من الشمال! وحركة تحرير السودان تتبرأ من حديث لشاب داخل اعتصام القصر وصف بأنه يدعو للعنف وقالت ان منابرها الرسمية معروفة وحديث الشاب يمثله هو فقط.

وأخبار عن اقتحام مجموعات وصفت (بالمجهولة) لمنبر وكالة السودان للانباء (سونا) معترضة على مؤتمر صحفي كانت قحت (١) تعتزم القيام به بالامس.

وأخبار عن احتلال بعض مُعتصمي القصر لوزارة الاعلام الاتحادية والوزارة تستنجد بالجهات الامنية والوزارة تحذر من احتلال مباني التلفزيون القومي! وخبر عن حزب البعث منسوب لرئيسه يحيي الحسين يقول ان اتفاقاً قد تم بين البرهان وحمدوك لا يملك تفاصيله! وان حل المجلسين هو احد الحلول المطروحة.

ويوم امس المبعوث الامريكي للقرن الافريقي السيد (جيفري فليتمان) يجتمع بالبرهان وحميدتي وحمدوك فى اجتماع واحد هو الاول منذ نشوب الازمة ليؤكد ان بلاده تدعم الانتقال المدني (وفقاً للرغبات المعلنة للشعب السوداني) والجملة تمسح ما اعلنته سفارة بلاده بالخرطوم من دعمها لقحت (١) فى وقت سابق والجملة تعود بنا لما سبق كتابته ان امريكا لا يهمها من يحكم بل يهمها من يحقق مصالحها.

وامريكا بزيارة مبعوثها يوم امس تعود لعادتها (مسك العصاية من النص) والمبعوث بعبارته (وفقاً لما يرتضيه الشعب السوداني) يحول الصراع بين (القحتين) الى عملية احصاء حسابية ! من يملك الشارع اكثر ولا استبعد ان امريكا قد شرعت فى (الحساب) عبر اقمارها الصناعية وان العاملين ب(ناسا) هم من همسوا للسيد جيفري ان (يميع) الكلام حتى تتضح الصورة.

البرهان من جانبه مُصر على العودة لمنصة التأسيس وحمدوك كذلك ولكن من يقنع الاربعة ديوك؟ فهنا تكمن المشكلة فإما ان يرضوا بالحل وحكومة كفاءات ومجلس تشريعي وعودة اجهزة القضاء ومحاكمة المختلفة وعندها سيلتهم التاريخ الديوك الاربعة (شمار فى مرقة) لعدم السند ولافتقارهم للكفاءات. واما ان يتم ذلك بدونهم وفى كلا الحالين فإن (التائه) حقاً هو حمدوك.

فعودة القضاء وتشكيل حكومة (تكنوقراط) لن يكون هو من يشكلها وحده تعني ان رضي العساكر عن الحكومة هو توقف المشروع الغربي فى السودان وتعني ان نصر الدين لن يكن هو ومفرح لن يكون مفرحاً وهذا ما يقلق الاتحاد الاوروبي وتعني ان السيد حمدوك سيخسر اكل عيشه بالدولار من الخارج!.

خلاصة القول فيما يبدو ان الامريكان قد اقتنعوا ان (اربعة طويلة) لا سند لها بالشارع وان وجهة نظر القوات المسلحة هي العقلانية و(برأيي) ليس امام الشركاء اكثر من هذا الاسبوع لحل خلافاتهما او سيحلها الجيش.

قبل ما انسي : ــ

الملاحظ ان مشكلة الشرق لم تذكر صراحة فى لقاء المبعوث الامريكي وهذا مؤشر جيد يضعها فى حجمها الداخلي وبذات مطالب المعتصمين بالقصر وهى ذهاب هذه الحكومة.

اغلاق الشرق والميناء وتكدس البضائع وفى النهاية المستفيد هي مصر وهذا ما يجعلنا نهدي رائعة ابراهيم عوض (يا زمن وقف شوية) للناظر محمد الامين ترك
و(يا ترك … ارحم شوية).

* خاص بـ(متاريس)

الاحد ٢٤/ اكتوبر ٢٠٢١ م

زر الذهاب إلى الأعلى