صحيفة لندنية تحتفي بذكرى الثورة بطريقة فريدة

الخرطوم: (متاريس)

إحتفت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية بمرور عام على ثورة ديسمبر بطريقة فريدة، حيث أفردت مساحة كبيرة لتروي فيها قصة انطلاق الثورة التي دونت في تاريخ البلاد بثالثة الثورات، بعد ثورتي أكتوبر 1964 أبريل 1985م.

ورصد محرر (متاريس) بدء الصحيفة اللندنية تقريرها بالقول إن السودانيين لن ينسوا عام 2019 وتاريخ ثورتهم التي أسقطت أعتى ديكتاتورية شهدتها البلاد، ولن ينسوا أوشحة الدم، وأنات المغتصبات من نسائهم، وأنين القابعين تحت رحمة الجلاد.

واحتفل السودانيون بالانتصار على النظام الذي كان يسلقهم بألسنة من نار باسم الدين والإسلام، ليكتشفوا أنه خرب جهاز الدولة، خرب الاقتصاد، خرب السياسة، وأكبر خراب محاولاته المستميتة لتخريب نظام القيم السودانية المتسامحة وزرع قيم التطرف والإرهاب، وتفكيك نسيج المجتمع.

وأضافت أنه بعد 4 أشهر من الاحتجاجات السلمية، التي استمرت دون انقطاع، أسقط الحراك الشعبي والاحتجاجات السلمية حكم الرئيس عمر البشير في 11 أبريل حيث انهارت فيه أسطورة أجهزة النظام القمعية، في مواجهة السيول البشرية التي تدفقت نحو القيادة العامة للجيش، حيث سيظل مشهد ذلك اليوم محفوراً في ذاكرة السودانيين طويلاً.

وأوضحت أن تجمع المهنيين السودانيين تبنى مطالب الشارع حيث أصبح مظلة للحراك بغية إسقاط نظام المعزول، ووجد التحالف الشعبي تأييداً من الحركات المسلحة، وبدأت ترتيبات جديدة في تنظيم المواكب الاحتجاجية في الشوارع.

ولعبت وسائط التواصل الاجتماعي دوراً أساسياً في التوثيق المباشر لقتل المتظاهرين السلميين، وفضح التجاوزات الخطيرة لجهاز أمن النظام، ونقلتها لعيون العالم.

وقالت الصحيفة اللندنية أن قوى الحرية غيرت من تكتيكها معلنة عن موكب يتوجه إلى القيادة العامة للجيش يوم 6 أبريل بعد أن كانت كل المواكب السابقة تتجه إلى القصر الجمهوري.

ومع غروب شمس ذلك اليوم، أحاطت الملايين بالقيادة، معلنين بدء الاعتصام حتى تنحي الرئيس، حاولت الأجهزة الأمنية وكتائب الظل التابعة للحركة الإسلامية فض الاعتصام بالقوة، لكنها فشلت في أكثر من محاولة.

وفي 11 أبريل أعلن الجيش عزل البشير، وتكوين مجلس عسكري بقيادة نائبه السابق عوض بن عوف، الذي عين الفريق كمال عبد المعروف نائباً له، وهم أعضاء اللجنة الأمنية التي شكلها البشير لمواجهة الاحتجاجات وتفكيكها.

وفور الإعلان عن المجلس العسكري، ثارت ساحة الاعتصام ورفضت الجماهير تكوين المجلس من اللجنة الأمنية للنظام المعزول، وحملوا ابن عوف وعبد المعروف مسؤولية الانتهاكات وجرائم القتل ضد المتظاهرين السلميين.

وتحت ضغط الحشود استقال ابن عوف وحل المجلس العسكري، وأعلن عن تشكيل جديد يرأسه الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان المفتش العام للجيش حينها.

وعرجت الصحيفة لما حدث يوم 3 يونيو حيث اجتاحت الأجهزة الأمنية ساحة الاعتصام في محيط قيادة الجيش وارتكبت مجزرة شنيعة، راح ضحيتها عشرات القتلى ومئات الجرحى من المعتصمين، ما تسبب في قطيعة تامة بين قوى الحرية والمجلس العسكري – حينها – والذي خرج معلناً إلغاء الاتفاق مع قوى التغيير لتعود الأوضاع إلى مربع الاحتجاجات مرة أخرى، وتدشن ما عرف بمواكب 30 يونيو العملاقة، التي أصلحت توازن القوى لصالح قوى الثورة.

بعدها نجحت الوساطة الإقليمية التي قادتها إثيوبيا والاتحاد الأفريقي، بدعم المجتمع الدولي، إثر مفاوضات ماراثونية وضغوط مكثفة على المجلس العسكري وقوى الثورة، في التوقيع على اتفاق سياسي لتقاسم السلطة في 17 أغسطس الماضي.

زر الذهاب إلى الأعلى