وماذا عن المتعري بأمريكا؟

بقلم: إبراهيم عثمان
إذا كان المعنيين بمقولة “المتغطي بأمريكا عريان”، التي كاد الرئيس الأوكراني أن يرددها، والتي شكل منظر العملاء الأفغان – وهم يتعلقون بأجنحة الطائرات الأمريكية ويسقطون – تكثيفاً درامياً لها ما كان لخيال أكثر المخرجين غرقاً في الكوميديا السوداء أن يصل إليه.
إذا كان المعنيين الأصليين بهكذا مقولة هم حلفاء أمريكا الصريحين الذين تطابق أفعالهم أقوالهم، فإننا في السودان نحتاج، إلى جانب هذه المقولة، إلى مقولة أخرى اكثر تعبييراً عن الحالة.
الاختلاف في الحالة السودانية يتمثل في أن أتباع أمريكا اليساريين لا زالوا يزعمون الوفاء لمبادئ يُفترض أن تضعهم في موقع المواجهة للتدخلات الأمريكية لا موقع الإلحاح في طلبها.
وفي أنهم قد احتاجوا إلى كثير من التعري مثل أي راقصة ستربتيز حتى لم يبقوا ورقة توت تستر عورتهم.
التعري الذي كانت المكافآت الغربية عليه هي وعدهم الرئيسي للشعب، وهو الآن معقد الأمل في العودة إلى الحكم لأنه “سبتهم” الذي قدموه للغرب وينتظرون “أحده”، وهو التعري الذي فضحهم أمام الشعب قبل أن يختبر الناس إمكانية حصولهم على المكافآت أثناء أو بعد الحكم :
– التعري الحقيقي للأجساد في الشوارع وعلى المنابر والشاشات، والذي تواطأ عليه الجميع بما فيهم حزب الأمة الذي لم يهتم به ولم يضعه حتى في قائمة تحفظاته الباهتة.
وهو الذي اكتفى ببعض التحفظات الباهتة على بعض سياسات الحكومة حتى لا يتحمل وزرها ولا مسؤولية تعطيلها، ولم يتمسك بتحفظ ويعلي صوته ويثير المشكلات مع رفاقه اليساريين إلا فيما يخص نصيبه من مقاعد السلطة!.
– تعري البعث والناصري والشيوعي والأمة الذين كانت تحفظاتهم بخصوص التطبيع باهتة إلى درجة أنهم اعتبروا “العودة إلى العالم” أهم إنجاز لهم مع علمهم بأن طريق العودة المزعومة قد مر من تل أبيب.
– التعري الاقتصادي لليساريين بالتبعية الكاملة للمؤسسات المالية الرأسمالية، واستجلاب أقسى روشتة منها، ودوس الشعب كله خاصة البروليتاريا، وطلب استئناف الدوس الدولي/العقوبات بعد خروجهم من السلطة.
– تعري قحت التي كان وزراؤها يجيزون قرارات الدوس الاقتصادي، ولجنتها الاقتصادية تكتفي ببيان يتيم بعد كل قرار كبير تعلن فيه عن تحفظها، وفي النهاية يردد الجميع معزوفة واحدة عن الآثار الإيجابية للقرارات.
– تعري من وعدوا الشعب بألا علمانية في فترة الانتقال، لكن ما أن استلموا السلطة حتى اختاروا لكل متطرفٍ متميز بشذوذ علماني زائد الموقع الذي يظهر شذوذه بأوضح ما يكون.
– تعري من يزعم أنه من حزب كان فيه أمثال الزعيم الأزهري، لكن لم تضف إليه صحبة اليسار، الذي نصبه ناطقاً رسمياً لقحت، سوى “الجرأة” في الإعلان عن أن التطواف على السفارات للشكوى سيكون من أهم أعمالهم.
– تعري الحزب الجمهوري، والمؤتمر السوداني، والفكة الاتحادية، لأنها لم تجد في كل العك الانتقالي ما يتسبب في أي درجة من درجات التحفظ.
– إلخ إلخ .
(والله الناس ديل ما عملوا حاجة غير إنهم جو للحكم اتعروا واتفضحوا سريع ومشوا) – صديق كان من المتحمسين لقحت أيام الوعود والأماني العذبة.