مسلَّمات في زمان الدغمسة

بقلم: إبراهيم عثمان

سوف يخلق حاجزاً بينه وبين أغلبية الجماهير – عدا المنحرفين والمتعايشين معهم – ويظل حزباً صغيراً منبوذاً كل حزب تكون من أساسيات، أو فروع، مشروعه ممارسة أو شجيع أو إباحة ما يصنفه غالبية أفراد المجتمع خارماً للمروءة، أو عيباً مغلظاً.

وسوف يخسر بالتأكيد أي منافسة مع أحزاب لا يستطيع أن يدخل ضمن افتراءاته عليها وبهتانه لها الزعم بأن في أساسيات مشاريعها، أو فروعها، شيئاً كهذا.. هذه مسلمة سيخسر من يتجاهلها.

سوف يخشى الانتخابات بالتأكيد، ويحتاج حيالها إلى التحايل والتقية والتلاعب واتهام الغير بما فيه وبما ينوي كل من يخشى عرض فكرته كما هي، ويسلِّم بأنها قبيحة ومرفوضة شعبياً.

ولذلك يرى في الوعد بعدم تطبيقها تطميناً للجماهير، ثم يتحايل لتطبيقها بالتقية والتغبيش بلا تبشير ولا دعاية ولا دفاع لإيمانه باستحالة تجميلها.. هذه مسلَّمة صاغها المعنيين بها بأنفسهم.

سوف يخسر في أي منافسة مع المختلفين فكرياً من يبني كل حملاته ضدهم على دعاوي انحرافهم عن فكرتهم، الأمر الذي يمثل نوعاً من المصادقة على صحة فكرتهم وصلاحها.

فالناس عادة يحكمون على الآخرين أولاً بأفكارهم ومشاريعهم، ثم تأتي التقييمات الأخرى، ولا يقبلون الفكرة الساذجة التي تعاكس المنطق وحقائق الأشياء وتقول إن أصحاب المشاريع الصالحة طالحون، وإن أصحاب المشاريع الطالحة صالحون.. هذه مسلَّمة لن يعترض عليها إلا من يؤمنون بفساد مشاريعهم.

سوف يغالطه التاريخ، وتجادله الجغرافيا، ويناقضه المنطق، وتتهمه كل حقائق الواقع ذلك الذي يدعي أنه سيتفاجأ ويحتاج إلى تفسير تآمري إذا حصل (الناصري، والمؤتمر السوداني، والبعث، والشيوعي، و”حق”، والجمهوري، ، وحشد الوحدوي) مجتمعين على ما لا يزيد عن 14 مقعداً برلمانياً في انتخابات حرة نزيهة.

أما أؤلئك الذين يوهمون الناس بأنهم سيتفاجؤون، ويحتاجون إلى نظرية مؤامرة تفسر عدم اكتساحهم للانتخابات، فلا تسعفني اللغة بما يمكن وصفهم به.

سوف تحرث في البحر تلك الأحزاب التي تهرب من حل جذور مشكلاتها المذكور بعضها آنفاً، وتمعن في التورط في المنفرات المعلومة عنها،، أكثر من أي وقت مضى، وتضيف إليها منفرات دوس اقتصادي، وتبعية وعمالة أكثر وضوحاً.

ثم تطمع في غفلة جماهيرية غير مسبوقة، وفي طول أمد الغفلة حتى يمضي من الوقت ما يمكِّنها من هندسة انتخابات تكفل لها الفوز رغم أنف الحقائق بشأن الأوزان والجماهيرية.. هذه مسلَّمة لا يجدي تجاهلها.

سوف تستحق الوصف بالكسل أو الغفلة تلك الأحزاب التي لا تعترض على شرط قحت بأن تدير هي الانتخابات، وتترك لها فرصة مخالفة المعلوم من السياسة بالضرورة وإدعاء أن خشيتها من التزوير أكبر من حاجتها إليه.

رغم علمها أن أحزاب الفكة المسيطرة على قحت تكاد تعلن أنها تريد هذه المرة انتخابات تختلف عن أي انتخابات شاركت فيها في الماضي من حيث القوانين والإجراءات والمشاركة والنتائج التي يجب أن تصادق على ما تحصل عليه من تمكين انتقالي.

زر الذهاب إلى الأعلى