د. عمر كابو يكتب: مناشدة للقوات المسلحة

د. عمر كابو يكتب: أما آن للقوات المسلحة أن تنحاز للشعب

سببان أطالا عمر حكم الإنقاذ من بعد توفيق الله وحكمته وتدبيره الأول منهما فرضهم سلطان القانون وثانيهما بسطهم هيبة الدولة، فرضت هذه الحكومة سلطان القانون حتى وصل الأمر في عهدها أن تشطب محاكمنا دعاوى الشاكي فيها في قوة جهاز الأمن والمخابرات الوطني أو الشاكي فيها والي ولاية دون أن يخاف قاضٍ على منصبه أو من إقالته، وبسطت هيبة الدولة وإرداتها حتى عم السلام وخفت صوت البندقية وسادت الطمأنينة وذاع الأمن فلم يعد أحد من المواطنين يخشى إلا الله والذئب على غنمه.
صحيح هذا الكلام ليس على إطلاقه فقد حدثت هنا وهناك تجاوزات لكنه ليس من المنطق الحكيم ولا الوجدان السليم أن نحاكم بها تجربة ثلاثين عاماً كان الأرجح فيها ما ذهبنا إليه حتى حدثت تلك الضائقة المعيشية نتيجة التدهور الاقتصادي فتدخلت المخابرات الدولية والتي رأتها سانحة عظيمة للقضاء والانقضاض على حكومة عظيمة كانت مثالاً للاحترام والهيبة من معظم دول العالم ماعدا أمريكا وأذنابها والتي اجتهدت في عزلها وفرض حصار عليها لإضعافها وشل حركتها فلم تفلح إلا بعد تلك السنوات الطوال.
هاهو الحزب الشيوعي الآن سيطر على الأوضاع في البلاد ولمدة تجاوزت العام بقليل ماذا حدث فيها ياسادة؟
حدث انتهاك تام لدولة القانون حيث غيبت العدالة إلى حد أن اكتظت المعتقلات والسجون والحراسات بالإسلاميين وغير الإسلاميين (وجدي ميرغني نموذجًا ) دون ذنب أو جناية أو حتى مسوغ قانوني بل وإمعاناً في إذلال القانون داسوا على المباديء الأساسية له كمبدأ عدم سريان القوانين بأثر رجعي، ومبدأ القانون الأصلح للمتهم؛ ولم يكتفوا بذلك فقد شرعوا في سن قوانين أكثر ظلمًا وأشد قمعاً من قانون العقوبات الصيني.
ولأن دولة الظلم لن تطول بالأمس انفرط عقد الأمن في الخرطوم فقد شهدت شوارعها تفلتات وأحداث مأساوية حيث هاجمت عصابات النيقرز مستشفى أمبدة ففتكت ونهبت الأطباء والمرافقين بينما شهد ليلها ذات الفوضى بعد أن تم تهشيم سيارات المارة وحصبهم بالحجارة ووضع المتاريس على الطريق ونهب الفواكه وممتلكات المواطنين العزل لولا استخدام الشرطة للغاز المسيل للدموع لسالت دماء بمحاذاة النيل على نحو ماحدث قبل أسبوع في أم درمان من تلك العصابات..
كل ذلك (كوم ) وماحدث ويحدث في الجنينة من فوضى وقتل وخراب وحريق مؤشر خطير ومقدمة لفصل جديد ستشهده البلاد عنوانه (الخرطوم تحترق)، أمام ذلك ليس هناك ما يجعل قواتنا المسلحة والدعم السريع والشرطة وجهاز الأمن والمخابرات الوطني تقف مكتوفة الأيدي والمواطنون تسيل دماؤهم أنهاراً ، كل يوم يمر و فيه أنفس تزهق وأرواح تفيض هي مسؤولية قواتنا النظامية التي تقاعست وتأخرت وتتأخر عن إنقاذها ؛ فنحن لا نلوم الحزب الشيوعي ولا حكومته فهو صاحب اليد الطولى إبان فترات حكمه في السودان في إراقة الدماء ومن يشك في ذلك فليراجع تاريخ السودان وليقف على مذبحة ود نوباوي والجزيرة أبا.
ياقواتنا المسلحة الباسلة لقد بلغ السيل الزبى ووصل الضيق حد أن بلغت القلوب الحناجر والروح الحلقوم ؛ فمتى ستتدخلون لإعلان انتخابات مبكرة توقف هذا العبث وتنهي هذه الفوضى وتقضي على هذا الهوان؟ متى وإلى متى؟!!! ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد..

زر الذهاب إلى الأعلى