آراء

المتنافسون على الوضاعة والدناءة

بقلم: الدكتور علي الشايب ابودقن

شاشة يا وجدي.. اللهم لا شماته!!

هذا العنوان اقتبسته من ثنايا مقال بعنوان (الرخيصون) للصحفي والإعلامى الكبير والصديق الأستاذ أسامة عبدالماجد رئيس تحرير آخر لحظة والتى جرفتها سيول آل قحت وقد أورد في ثنايا المقال المذكور في إطار تناوله لحدث الساحة وهو (خراب عجوبة لمملكة آل قحت وليست سوبا).

أورد الكاتب (رخيصون لكنهم يتنافسون علي الوضاعة والدناءة أيهم يتصدر قمة الخسة). 

لأول مرة بعد أن شاب رأسي أعرف أن بعض البشر يتنافسون على الوضاعة والدناءة فهى من القيم السالبة التي تستوجب الستر والتخفي.

لكن أن يأتي زمان ويتنافس الناس فيها على أيهم يتصدر الخسة والوضاعة والدناءة فذاك أمراً عجباً لم يأتِ بذكره الأولون ولا المحدثون الذين نالوا نصيباً من العلم والحكمة فتنبوأوا بأحوال الزمان فى قادمات الدهور والأيام. 

كنت احسب حتى قبل مقال الحبيب أسامة عبدالماجد (الرخيصون) أن البشر يتنافسون على النجاح في شتى الأعمال والقيم النبيلة . التعليم.. المناصب.. التجارة.. أعمال الخير وهلمجرا.

ولكن استطاعت قحت وبما لديها من عبقرية سالبة أن تغير لما جُبلت عليه الفطرة الإنسانية والوجدان السليم وأن تقنع منسوبيها بأن الوضاعة والدناءة والخسة مثلها مثل سائر القيم والأخلاق والعلوم والمعارف الفاضلة.

كيف لا يحدث هذا التغيير المفاهيمى لآل قحت الغير محصنين بالوازع الديني والأخلاقى وملهمهم وجدى المحسوب على قبيلة أهل القانون يدخل أحد البيوت المصادرة وتعجبه شاشة مقاس ٦٥ بوصة ويقول دى سمحة تنفع في البيت.. عار عليك يا ملهم الثورة.

وكما قال أحد المعلقين (شاشة يا وجدي) اللهم لا شماته!! وكيف تنسى يا وجدى في تلك اللحظة القانون الجنائى السوداني وخاصة المادة ١٨١ (التملك الجنائي).

من يأخذ مالا متقوماً مملوكا للآخر بوجه غير مشروع أليس مكانه السجن يا وجدي صالح دعك من باقى الأموال والعربات والعقارات وسبائك الذهب التى صادرتها لجنتك؟.

فالشاشة فقط كفيلة بسجنك لأن دليلها فوق مرحلة الشك وهو عجوبة ولا البرهان يستطيع التدخل لعمل تسوية سياسية لأن هذا حق خاص وليس عام. 

لقد استطاعت قحت أن تنجح في تغيير المفاهيم كما قلنا قبل الَمعايش وقد يأتي زمان إذا قدر لها أن تتمكن في الحكم أن تنشى كليات للوضاعة والدناءة والخسة يتقدم إليها الطلاب.

بعد أن رأوا أن وجدى وزمرته مثلهم الأعلى فرغم وضاعتهم تولوا أعلى المناصب وجالسوا البرهان وحميدتى وغيرهم من الحكام واكتنزوا المال والذهب.

فإذن الوضاعة والدناءة إحدى وسائل بلوغ الغايات في عهد الثورة المزعومة التي ترفع شعارات الحرية والعدالة.

من أين جاء هؤلاء القوم واي بشر هم أؤلئك الذين صد جسر بينهم ومكارم الأخلاق ولا نقول الحياء لأنه شعبة من شعب الإيمان فذاك أمراً بعيد المنال لدى هؤلاء القوم؟؟. 

* محامى وأستاذ مساعد للقانون الدولي العام والدستوري

زر الذهاب إلى الأعلى