العيكورة يكتب: ليس حُبّاً في (قحت) ولكن..!

بقلم : صبري محمد علي (العيكورة)
اعتدتُ اجراء حوار امسية كل جمعة عبر الوسائط مع بعض القراء الكرام والاصدقاء عن مّا ورد في المقال بعد نشرة بهدف الرد او الثناء او قراءة الافكار واكثر ما يُسعدني هو النقد والراي المُخالف لما اكتبُ اجدُ فيه كثيراً من الفائدة والمعلومة الغائبة ، الدكتور الرضي عباس من جامعة السودان كتب مُعلقاً علي مقال الجمعة الماضية (مُتلازمة الفشل السياسي بالسودان) عن اضاءات في تاريخنا السياسي واشار الي الزعيم الازهري ومحمد احمد المحجوب والشريف حسين الهندي وبالطبع هذه قامات لم يجهلها الكاتب ولكن ضاقت بها السُطور المُحددة للنشر ومن يقرأ كتاب (لوطني وللتاريخ) سيري الهندي الداهية ومن يقرأ عن الازهري ويحيي الفضلي ومبارك زروق سيري التواضع والبساطة ومن يقرأ للمحجوب سيري الشموخ والكبرياء السوداني في قامة الرجل الفارعة، (البُرُوف) هُدي محمد هارون من جامعة الجزيرة علّقت علي المقال بجملة (ليت قومي يعلمون) مستحسنةً . أما تعليق الدكتور عثمان كرّار اخصائي الاطفال بالرياض والمُهندس يُوسف احمد يوسف فقد كان بمبدأ (ليس حُبّاً في قحط ولكن كراهيةً في الكيزان) اولاً الصديق الدكتور عثمان رجل مرح جداً ولا يُملُ حديثه ومن النوع الذي (يجُر الشريط كلما انتهت الاغنية) فكلما تحدثه عن اخفاقات حكومة (حمدوك) يُحدثك عن الثلاثين عاماً الماضية التي لا يري فيها حسنة واحدة رغم انه لا ينفي انتماؤه (للحوشين) بانقا والاسلامية صهراً وانتماءاً وعندما أقول له (جماعتك) فعلوا كذا وكذا اقصد له الحكومة الحالية ينتفض الرجل نافياً انهم جماعته . اما الزميل المهندس يوسف فهو شخصٌ تسمع لصدره ازيزاً عندما تُحدثه عن السياسة ويستخدم كلمة (لكن) كثيراً ويجيد الاستدراك والتراجع في صياغ الحديث فظل ينتقد الثلاثين سنه من حكم الانقاذ من بدايتها وحتي نهايتها وهو ايضاً من عُشاق (جرّ الشريط) ويُعلق علي شماعة (الثلاثين) وعندما اقول له ان (جماعته) فعلوا كذا كذا كذلك ينتفضُ الرجل وينفي انه ليس من جماعة (قحت) . اذاً هُناك تنازع داخلي يعيشه الكثيرون بين الحب والكراهية للسياسيين (كدا في الله) وبين الانتماء للوطن وهنا (برأيّ) فجوة تحتاج لنقاش فكري عميق لردمها و(بنَفَس) هادئ بعيدا عن التخوين وادعاء الوطنية. وبناء الاوطان لا يتم بالافراد بل من خلال كيانات واحزاب ذات رؤي وسياسات وعلي (ناس كُراع برة وكُراع جُوة) ان ينضموا لاحزاب ان ارادوا خدمة هذا الوطن.
واعتقد ان الحاجة لادارة حوار هادئ بين ابناء السودان وتقبل الاخر هو ما سيقود البلد لبر الامان والتخلص من لغة التحقير والازدراء التي ظلّ يسعي بها (اليسار) (يَخُم) بها من سَهُل قياده فهذه وغيرها من (الصبينة) السياسية لن تبني لنا وطناً ولا زراعة الكراهية ضد الاسلاميين سيبني لنا مصنعاً، ولن يستطيع احد ان ينتزع انسان من بيئته عُنوةً فهؤلاء (الكيزان) لم يأتوا من (عطارد) ففي كل بيت اسلامي وشهيد ومُجاهد رضينا ام ابينا! لذا (حكاية) رفع الصوت لم تعُد تنفع . ما زال الاستهداف ماثلاً وخُطط التآمر تتناسل ضد السودان وهذا ما يجب الانتباه اليه ، فهل وضعت حركات التمرد سلاحها؟ وهل الدُول التي (تزازي) للاستحواذ علي موانئنا بالبحر الاحمر تُلوح بالدرهم والدينار قد يئست ؟ وهل توقفت طائرات زُوّار الليل عن الخرطوم؟ وهل المُراهنُون علي صِناعة (حَفْتَر) جديد بالخرطوم قد يئسوا ؟ ثم ماذا عن مفاوضات (جوبا) وهل ستُفضي الي سلام ام كسابقاتها (خسارة بنزين) بل واين الاصدقاء الذين بشّر بهم وزير المالية لدعم الميزانية؟ اعتقد ان هذه الاسئلة هي التي يجب ان نتوقف امامها بشجاعة اذا اردنا ان يسلم الوطن من الانزلاق في الفوضي وغيرها من الملفات المصيرية التي تنتظر بدلا من (حبيبي احّدِر لي وانا احّدرِ ليك) التي يُمارسها صِبية السياسة هذه الايام وأخشي أن يأتي يوماً نبكي فيه علي الماضي القريب.
رسالة الي (حمدوك) : ــ اشكرك علي ان هيأت للاسلاميين (مليونية) الدعاء للشهداء من حيث لا تدري وتمنيتُ لو لم تُرعبُك صُورة الشهيد علي عبد الفتّاح لدرجة (الرجفة وصك الاسنان) فالشُهداء قد مضُوا احياءاً عند ربهم يُرزقون وستظلُ سيرتهم (قِيمة) وليست (لافتة) ولن اذكّرُك بالآيات والاحاديث فقد لا يَهُمك الامرُ كثيراً واهديك رائعة محمود درويشُ :ــــ
الوحشُ يقتُلُ ثائراً
والارضُ تُنبتُ الف ثائرُ
يا كبرياء الجُرحِ
لو مِتنا لحاربت المقابرُ