آية كأنها انزلت اليوم!

بقلم: عادل عسوم

أهل النور والاستنارة.. وأهل الظلمات والظلامية

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ ۗ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَٰكِن لَّا يَعْلَمُونَ} البقرة 13.
بعض آي هذا القرآن كأنه أنزل اليوم، بل وفي فئام بعينهم!. 

بالله عليكم لنقرأ معا هذه الآية الكريمة ولنسأل أنفسنا أي الفئام أحق بها اليوم في سوداننا هذا؟!. 

في علم النفس هناك مرض يسمى الاسقاط Projection تجده في البعض وهو لايعلم!. 

كم يحار المرء عندما ينبري شيوعي ويتهم آخر بأنه متاجر بالدين؟!. 

يفعل ذلك وكأن منهجه الذي يناصر حفي بالدين وحريص على مراد الله فيه!. 

لقد وصفهم الله حق الوصف بكون السفه حائق بهم وهم لايعلمون، ثم انهم كذلك:

{فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ}. 

إن الله يعلم خائنة الأعين وماتخفي الصدور، وهو جل في علاه قد سبق في علمه خبأنا مذ يفعنا، ودوننا الغلام الذي قتله الرجل الصالح الذي آتاه الله العلم وقال:

{وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا} الكهف80. 

فالله يهدي السبيل ويعلم حال المولود منا إما شاكرا أو كفورا:
{إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} الإنسان 3. 

وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: (الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف).

لعمري انهم سفهاء ولكن لايعلمون، وكم من قوم كانوا كذلك، بل وصل الحال بقوم أن زين لهم الشيطان الباطل فجعلوه أصلا واذا بهم:

{فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} النمل 56.

حتى التطهر انقلب معناه في وجدانهم!، كيف لا وهم الذين نسبوا لأنفسهم (الاستنارة) كذبا وجعلوا (الظلامية) لكل الاسلاميين بمختلف واجهاتهم!. 

وهم في ذلك لايقرأون القرآن، ولو قرأوه لتبينوا بأن:

{اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} البقرة 257.

فمن هم أهل النور والاستنارة، ومن هم أهل الظلمات والظلامية؟!. 

ومما يضحك أنهم بعد اتهامهم لغرمائهم بالتجارة بالدين تجدهم في كتاباتهم وأقوالهم في مؤتمراتهم الصحفية يرفضون ما أمر به ربنا في ذات الدين الذي يزاودون عليه كذبا، ومن ذلك المواريث، وكذلك الزكاة، وأيضا يرفضون كل ضوابط الحشمة التي أمر بها الله!. 

ألا رحم الله أحمد سليمان المحامي الذي أسمى مذكراته، مذكرات شيوعي (اهتدى)، وهو الذي امضى عمره كله في عوالم الشيوعية.

وبلا جدال فإن اختياره لمفردة (اهتدى) ماكان من فراغ، انها تستحق وقفة، بل وقفات.
وقولوا يالطيف

زر الذهاب إلى الأعلى