آراء

منظمة بنك الطعام.. و«الحكاية من اولا»

بقلم / صبري محمد علي (العيكورة)

والحساب ولد !

والحكاية تقول إن منظمة بنك الطعام هى إحدي منظمات العمل الطوعي المسجلة لدى حكومة السودان بموجب النظم واللوائح.

والحكاية تقول أن شركة إطعام للإستثمار المحدودة هى شركة إستثمارية أنشأتها المنظمة لتمويل أنشطتها الخيرية والطوعية (أظن لغاية هنا) مافى حاجة غريبة طيب الغريب وين يا عمك؟.

الغريب أن هذه المنظمة كانت تعمل بعيداً عن الربحية بعيدا عن الإعلام و(الشو) طيب ليه؟ قال ليك لانها تعمل عمل إغاثي طوعى بلا رياء ولا منة! (طيب والحصل شنو)؟. 

هذه المنظمة يا (عب باسط) وبما ان رئيس مجلس أمنائها الاستاذ علي عثمان محمد طه كانت هذه قرينة كافية أن تصادرها لجنة إزالة (وجدي) أقصد التمكين ويا مااا ردح فيها ونزل نظارة ورفع نظارة بأن الكيزان يسترزقون من أموال هذه المنظمة (التى لا تملك سوي عربتين)!.

اليوم الخميس 19 مايو وقد أصدرت المحكمة العليا قرارها القاضي بإبطال قرار لجنة وجدي وعودة منظمة بنك الطعام وأيضاً شركة إطعام للاستثمار المحدودة لما كانتا عليه قبل صدور القرار المعيب. 

كان من الممكن أن نتناول الخبر (زيو زي غيرو) من قرارات المحكمة العليا (المباركة) ولكن إن عرفنا تفاصيل هذه المنظمة سنصاب بالدهشة من عقلية وحقد وحنق وجدي ورفاقة على هذا الشعب المؤمن الصابر ولأدركنا مدى التدمير الممنهج الذى مارسته هذه اللجنة (سيئة الذكر)!.

فعليك عزيزي القارئ ان تعدل من جلستك و(تخلي بالك معاي كويس) .. (إتفقنا)؟. 

هذه المنظمة أنشأها خيرون من أبناء هذا الوطن يشاركهم بعض الخيرين من دول خارجية . هدفها هو (الاطعااام) . حا تقول لى كيفن يعني ؟ أقول ليك أنا!.

يا سيدي هناك منظمة عالمية اسمها منظمة بنك الطعام فهل سمعتم بها؟ وهل تعلم أن هذه المنظمة كانت تقدم وجبات لعدد (22) ألف طالبة من طالبات الولايات بالداخليات يوميا بالتنسيق مع صندوق دعم الطلاب وفق (كوبون) لا يعرف أحداً مصدره ولا من المتكفل به!.

وهل تعلم أن هذه المنظمة آلت على نفسها التكفل بوجبات مرضى الدرن والسرطان ومرافقيهم على مستوى السودان !.

وهل تعلم ان (35) ألف وجبة إفطار مجانية كانت تقدمها لبعض مدارس الاساس بولاية الخرطوم يوميا وفق دراسة دقيقة ومثل هذا العدد لمدارس بولايات النيل الازرق وجنوب كردفان وشمال دارفور والبحر الاحمر (بالله كم وجبة قدمتها قحت حتى غادرت غير مأسوفاً عليها)؟. 

هذه المنظمة يا سيدي إستقت تجربتها من تجارب بنك الطعام فى كل من البرازيل وتركيا ومصر وجنوب أفريقيا (يعني شغل مرتب ومدروس).

وهل تعلم أن موظفيها يتغاضون رواتب رمزية إن لم تكن صفرية كمتطوعين؟.

المنظمة يا عزيزي طرقت أبواب حتى الذين زلت بهم القدم فى حياة الفساد من الرجال والنساء وملكتهم وسائل انتاج وأعادتهم افراداً صالحين للمجتمع.

منظمة بنك الطعام التى أعادتها المحكمة العليا اليوم أنشأت (شركة إطعام للإستثمار المحدودة) لمجابها منصرفات العمل جنباً الى جنب مع الخيرين من أبناء هذا الوطن.

الشركة أنشأت معمل لملح الطعام المضاف له مادة (اليود) . ذلك المصنع الذى سخر منه اليسار يومها (على عثمان يفتتح مصنع ملح) أتذكرون ذلك؟.

ولكن ما لم ولن يعلموه أن المنظمة وبالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية أدركت الحقيقة المؤلمة التى يعيشها إنسان السودان وهى أن 20% من أمراض الغدة الدرقية سببها نقص (ملح اليود) بالجسم وأن 40% من أمراض السودانيين سببها إما نقص الماء أو عدم صلاحيته للإستخدام الآدمي. 

معمل بورتسودان الذى اوقفته لجنة وجدي يا سادتي كان ينتج (10) طن ملح فى الساعة الواحدة ! (إحسبها لى كده يا عب باسط شوفلى الشهر بكاام طن) هذا المصنع مدّ منظمة الصحة العالمية بما تحتاجه وغطى 27% من إحتياجات السودان ولو قدر له العمل لكفاهه .

نشاط هذه المنظمة شمل الكنائس والمدارس المسيحية فلم يكن هناك (خيار وفقوس) كما يظن البعض . (طيب) قل لى بربك أين الربحية هنا؟. 

الطريف المحزن أن السيد وجدي صامولة عرض و(نقز) فى أحد مؤتمراته المضحكة أن السيد على عثمان يمتلك 99% من أسهم هذه الشركة والسهم الأخير بإسم أحد أعضاء أمناء المنظمة و(عاااس وفرك) فى الموضوع ده!.

بينما الحقيقة أن قانون تسجيل الشركات يلزم أن تكون الشركة مساهمة حتى يكتمل التسجيل فسجلت ال 99% بإسم منظمة الطعام وليست بإسم الاستاذ علي عثمان والسهم الأخير بإسم العضو الذى ذكرناه وكتب تنازل عنه لصالح المنظمة ومحفوظ الى يومنا هذا ومعروف لكل من يهمه الامر .

عزيزي القاري عذراً لهذه الإطالة التى ما دعاني لها إلا ليدرك الناس من يطعم الشعب ومن أجاعه وننتظر المزيد من القائمين على امر هذه المنظمة بعد استلام ما تبقى من حطامها (إن وجد) وأن يطلعوا الرأي العام على جرائم (قحت) والحساب ولد !. 

قبل ما أنسي : ـــ
(الله لا جاب باقيكم ياخ). 

* خاص بـ(متاريس) 

الخميس 19/ مايو 2022 م

زر الذهاب إلى الأعلى