علي كرتي يكشف سبب عدم مقاومة ثورة ديسمبر

بقلم: هيثم محمود
أمين الحركة الإسلامية المكلف: لا أدير المشهد السياسي
حبس الجميع انفاسهم وتوجهوا صوب قناة طيبة الفضائية لمتابعة لقاء الشيخ علي كرتي الأمين العام المكلف للحركة الإسلامية .
اخذ اللقاء أهميته باعتباره اول ظهور علني للرجل منذ سقوط الانقاذ في 11 أبريل 2019م.
رغم التغيير الكبير الذي طرأ على صحة الرجل بفعل العمل المستمر وسط ضغوط داخلية من اعضاء حزبه وخارجية من قبل قحت التي لم تترك مكاناً إلا وبحثت عن الرجل.
رغم ذلك ظهر كرتي بذهن متقد وحضور إعلامي مميز فالمتابع لاجاباته يؤكد بان الرجل اضحى أكثر اطمئناناً وثقةً وتفاؤلاً.
ومتابع بشدة لما يدور في المشهد السياسي ونجح في ادارة الحركة بحنكة واقتدار في ظروف بالغة التعقيد.
نفى كرتي بشدة تدخل مايسمى بالدولة العميقة كما اشاعت قحت في بداية حكمها وجعلت الكيزان شماعة لكل فشلها.
وحفظ حق بروف غندور الأدبي في مصطلح المعارضة المساندة التي تبنتها المؤتمر الوطني ودعمتها الحركة.
وعن الاتهامات التي تطاله بالتنسيق مع المكون العسكري في ادارة المشهد السياسي تساءل كرتي:
كيف اكون جزءً من ادارة المشهد وأنا أمين لحركة معارضة تم سجن قياداتها وقتلهم بالسجون.
ولام المكون العسكري على خطوة تأخير الإصلاح وهذا يوضح بجلاء صبر الرجل على اتهام ذوي القربى.
أما عن الانقلاب فقد قال كرتي إنه لم يتفاجأ بسقوط الإنقاذ في 11 أبريل ولكنه في ذات الوقت تفاجأ بسرعة السقوط.
وارجع ذلك للتدهور الاقتصادي الذي بدأ منذ ميزانية 2018 بالإضافة لعدم سير الحوار الوطني على النهج الذي خطط له.
واختيار الشخصيات التي تدير شأن الدولة وهنا يؤكد كرتي على حجم الفجوة التي حدثت بين الرئيس البشير ومؤسسات الحركة الإسلامية.
ماقاله كرتي: (كنا نرى سقوط الإنقاذ وحاولنا الإصلاح واسدينا النصح لرئيس الوزراء وقدمنا العديد من المبادرات) يشير إلى أن الحركة لم تفقد الأمل في الإصلاح حتى آخر لحظة.
حديث كرتي حول الحوار الذي قادته اللجنة الأمنية مع المعارضة وإشارته إلى امكانية ادارة حواراً داخلياً ومع الأحزاب الأخرىَ.
يشير إلى بعد الحركة عن المشهد السياسي في أيام الانقاذ الأخيرة.
الأسف الذي ابداه كرتي لمواقف الأحزاب التي كانت تشارك الإنقاذ السلطة في القصر وادارة ظهرها للوطني بعد السقوط يشير بوضوح إلى ضعف تحالفات الوطني.
ابدى كرتي زهده في موقع الأمين العام للحركة الإسلامية وقال إن الظروف هي التي جعلته في هذا الموقع.
واستعداده لتسليم الأمانة متى ماانعقدت الشورى يضع الرافضين للرجل في موقف صعب للغاية وتحدي كبير في الاجماع على من يخلفه.
حديث كرتي عن قطع اللجنة الأمنية لصلتها بالحركة والحزب وتنفيذها للانقلاب على الإنقاذ دون أن تستشير او تنسق مع أحد.
يجيب على السؤال الصعب ويقطع الطريق حول التأويلات والهمس الذي يدور حول دور كرتي والحركة في الانقلاب.
أما رايه في ثنائية الحزب والحركة التي انتهت بتوحيد آليات اتخاذ القرارات وأن للحزب حقه في أن يقرر الإستمرارية من عدمها.
وكذلك للحركة الحق في أن تتعامل مع طيف واسع من المجتع يشير إلى أن الحركة قد بدأت فعليا في بناء تحالف عريض.
حفظ كرتي المساحة بين الحركة الإسلامية والجيش، وسخر من حمدوك (المؤسس) الذي وجد فرصة كبيرة ومساندة حتى من الحركات المسلحة.
ولم يعذر المكون العسكري من الفشل وارجع ذلك لصمت المكون العسكري طويلاً على انهيار الدولة باستمرار العلاقة مع المكون المدني.
لدرجة فصل ألف ضايط شرطة دون أن تعرف الجهة التي قامت بفصلهم ولام المكون العسكري على خطوة تأخير الإصلاح.
أما حديثه عن الحوار الذي قادته اللجنة الأمنية مع المعارضة داخل السجون.
يؤكد رفض واستنكار الحركة للخطوة وفشلها في إنقاذ النظام من السقوط.
حديث كرتي عن قرار عدم المقاومة للانقلاب واتخاذه باجماع القيادة رغم امتلاك الحركة لامكانية المواجهة.
لان الحركة الإسلامية لا تقبل أن يكون وصولها للسلطة عبر حرق البلاد.
وحتى لا يكون السودان مثل بعض الدول التي احترقت بسبب الصراع على السلطة.
يؤكد نضج الحركة ورؤيتها في الحفاظ على الوطن وهذا درس لغوغاء الأحزاب الذين يسعون للوصول للسلطة على جماجم ودماء وأشلاء الشباب.
لقاء الشيخ علي كرتي وضع النقاط على الحروف واجاب على تساؤلات العضوية واجاب بشفافية على الأسئلة الصعبة.
واظهر موقف ورأي الحركة الواضح في اداء الحكومة في ايامها الأخيرة وأكد على حق الوطني في العمل السياسي.
وكذا حق الحركة في التعامل مع الواقع بتحالف سياسي عريض مع مكونات المجتمع السوداني.
وهذا سيفتح الباب واسعاً أمام الحوارات بين شباب الإسلاميين حول مستقبل حزبهم وحركتهم.