أأيقاظ أمية أم نيامُ؟

بقلم/ صبري محمد علي (العيكورة)
«خُتوا الكورة واطة»
إعلان الناظر محمد الأمين ترك عن قيام منسقية جديدة تضم ولايات الشرق والوسط والشمال منادياً بضرورة وحدة الوطن وبضرورة الحوار الذى لا يستثني احداً برأيي انها خطوة جاءت نتاج طبيعي لحالة الضبابية السياسية التى ادخلت فيها إتفاقية (جوبا) الوطن.
ونتاج طبيعي لانعدام القدوة بالمركز والشكوك المثارة حول التصرف فى موارد البلد خارج مصارفها الشرعية وهى نتاج طبيعي ايضا (لسطحية) الإتفاقية و إن جاز لنا أن نسميها إتفاقية (خرت) سلام جوبا التى لم تعالج مشكلة إلا لمن حمل السلاح .
(دلال) لا يمكن أن يستوعبه عقل، إعفاءات تكرس للعنصرية والقبلية (أتاوات) و(مكوس) على حكومة السودان سدادها لمن حمل السلاح ضد حكومات السودان المتعاقبة ، بنود وفقرات لم يستفتى حولها احدا.
وأقل ما توصف بأن من كتبها ووقع عليها ورقص على انغام (ندى القلعة) يوم توقيعها لا نصيب لهم لا في علم السياسة ولا التفاوض ولا حتى رصيد من الزعامة .
(شخصياً) لا الوم الناظر (ترك) وإن كانت البلد (الفيها مكفيها) ولكن لظروف ما قدرها الرجل ومن معه أعلنوا عن تأسيس هذا الكيان الجديد.
لست هنا بصدد تناول مشكلة دارفور وتسويقها عالمياً من قبل بعض (مثقفاتييها) ولست بصدد طرح السؤال التقليدي (ذهبت الانقاذ فلم لم يتوقف القتل والتشرد والنزوح بدارفور)؟.
ولست بصدد تعضيد فرضية أن إتفاق سلام (جوبا) هو تمهيد لانفصال إقليم دارفور وجنوب النيل الازرق وإن كانت فقراته يُفهم منه ذلك.
أعتقد أن على الفريق البرهان أن يعي جيداً خطورة المرحلة القادمة سيما إذا ما أقدم الناظر ترك على إغلاق الشرق كما نُقل عنه ذلك.
ففى ظل تكوين هذه التنسيقية فلن يكون الاغلاق للشرق والميناء وحده بل سيعني إغلاق الشمال والوسط ويعني اختناق الوطن بكامله ويعني ان لا كهرباء ولا طرق ولا منتجات زراعية وحيوانية ستنساب.
مما يعني دخول السودان فعلياً فصول الحالة (الليبية) وهذا ما لا نتمناه.
(برأيي) أن حالة (الطناش) التى ظل يمارسها المركز وسياسة (فرق تسد) التي تسعى جهات نافذة لتكريسها بشرق السودان وسرقة التواجد الجغرافى والقبلي بأسماء موالية للخرطوم على حساب أهل الارض الحقيقيين هو ما سيزيد من تعقيدات المشهد المتأزم أصلاً، و يجب الكف عنه.
أقول إن كان من عقلاء في هذا الوطن فيجب أن يتم تدارك هذا التدهور المتسارع وبالتنسيق التام بين أطراف إتفاقية (جوبا) (بتجميدها).
عدا ما يختص بوقف إطلاق النار والترتيبات الامنية . لحين انتخاب حكومة وتهيئة ظروف مناسبة للجلوس والتفاوض حولها .
ولكن بإستمرار هذا الوضع فسيظل الغبن السياسي فى تنامٍ و(مافى زول فاهم حاجة) مع تنفيذ (روشتات) البنك الدولي وتعنت السيد جبريل وحالة السخط بين المزارعين والضائقة المعيشية الخانقة واللهاث نحو تأمين الـ(٧٥٠) مليون دولار باي وسيلة .
وفى ظل نمو وانتعاش المؤسسات الاقتصادية والصحية والإغاثية والأمنية للدعم السريع فسيظل السؤال مشروعا عن مصادر التمويل! ولا يمكن ان يستمر (سلخ) المواطن بهذه الطريقة الى ما لا نهاية .
لذا يجب على الجميع وبلا إستثناء أن يضعوا (الكورة واطة) للتوافق على خارطة طريق لإخراج الوطن من عثراته بدلاُ من حالة التوهان والنهب (المُصلّح والمُسلّح) التى نعيشها .
قبل ما أنسي : ـــ
رحم الله شاعر الامويين حين قال محذراً قومه
أرى تحت الرماد وميض جمر
ويوشك أن يكون له ضرامُ
فإن النار بالعودين تُذكي
وإن الحرب أولها كلامُ
فإن لم يطفها عُقلاء قوم
يكون وقودها جُثثُ وهامُ
فقلتُ من التعجب ليت شعري
أأيقاظ أمية أم نيامُ.
* خاص بـ(متاريس)
الاربعاء ١/ يونيو ٢٠٢٢م