ما الذى بينكم وبين إبليس يا وجدى؟

بقلم: الدكتور على الشايب ابودقن يكتب:
هل يفتح وجدي بلاغاً في الدرديري أم ينتظر إبليس؟!
أراد إبليس أيام عيد الفطر المبارك أن يجدد مسيرة عهدهُ وميثاقهُ مع آل لجنة التفكيك ليبرهن للشعب السودانى عُرى المحبة والتواثق.
حين هز حوار ياسر العطا على قناة سودانية ٢٤ جِزع مربطه فتغلغل فى متن الحوار موسوساً لرئيس لجنة التفكيك المستقيل أن يقول قولاً لم يدرِ ارتداداتهُ السياسية والقانونية (هؤلاء أنزه أفراد الشعب السودانى).
فإنسابت عليه سيولاً من النقد المُنهمِر ولم يعرف الضابط العظيم الذى حاول امتهان السياسة متى يتكلم ومتى يسكت.
فاستغل إبليس هذا الخطأ القاتل مسدداً هدفاً أسطورياً ومباعداً بينه وبين الشعب وحينها قلنا (ليتك سكت يا ياسر ) ولم تضع المتهمين بالسرقة والابتزاز فى مقدمتهم كأمثلة للشرف والنزاهة.
.وكان قبل ذلك قد قال ياسر قولاً لم يسبقه إليه أحداً من العسكر ولا أهل السياسة أو حتى ذاك الجندى الصغير الذى ينفذ الأوامر (أنا الوضعت الكلباش فى يدين البشير ) أو كما قال.
ومنذ متى كان يتفاخر الجندى أو الضابط الذى تصدر إليه التعليمات لتنفيذ القبض وحتى الإعدامات بذلك؟.
فلم يعرف الشعب السودانى من مِن الشيوعيين بالتحديد قتل الأنصار فى مسجد ود نوباوى ومن الذى قتل الضباط فى بيت الضيافة بدمٍ بارد أبان إنقلاب الشيوعيين برئاسة هاشم العطا ومن الذى نفذ الإعدامات فى هاشم العطا ورفاقه؟.
لم يتفاخر أحد بذلك وأغلب الظن أن المنفذين ماتوا بسرهم لكن إبليس لجنة التفكيك اللعين إبى وإستكبر إلا وأن يكسر هذه القاعدة.
حين أسر لياسر بأن البوح بهذه الشينة المنكورة عملاً بطولياً فى مواجهة رجل سبعينى وضابط عظيم وصل رتبة المشير قد يحقق له كسباً سياسياً وحسبنا أن ذلك قد يكون صحيحاً.
ولكن وسط العملاء والسانات والراستات والواقفين قنا الذين يريدون كسر هيبة الجيش بإذلال قائدهم العظيم المشير البشير .
صحيح إن قحت إستطاعت خلخلة القيم النبيلة وأحدثت إختلالاً فى المفاهيم ولكن ما كان لسكيرٍ عِربيد أن يتخيل أن وجدى ورهطهُ يمكن أن يتصدروا لوحة الشرف لهذا الشعب السودانى الأصيل صاحب القيم والمورثات النبيلة.
قال البعض بأن وجدي قد إنزوى فى ركن قصي بعد أن تعرى من كل ما يستر سوءاته.
قلنا لعل الرجل خلا لنفسه يراجعها من الموبقات المهلكات ويفسخ العقد الذي بينهم والشيطان ومن ثم يتطهر ويستغفر ويتوب والله يحب المتطهرين المستغفرين التوابين.
ولكن قولنا وظننا قد جانبه الصواب وبعض الظن إثم وعزاؤنا أنه كان في موطن الخير لوجدى وما حسبنا أن عُرى التواثق والتعاهُد ما بين إبليس وآل التمكين أقوى وأمتن مما نظن ونعتقد .
ما الذى بينكم وبين إبليس يا آل لجنة التفكيك؟.
فما يكاد الناس يصيبهم الغبش والنعاس من موبقاتكم المهلكات بما أخذتم أموالهم بالباطل فى وضح النهار وأخرجتم الحرائر وأطفالهن من بيوتهن دون رحمة أو شفقة.
واعتقلتم رجالاً أبرياء خِياراً من خيار أنتم بالنسبة لهم كالدرن من الملبسِ الحسُن.. قضى بعضهم نحبهم ومضوا إلى ربهم نحسبهم شُهداء وما زال بعضهم ينتظر وما بدلوا تبديلا.
حتى إستحى إبليس حين علم بأنكم تجاوزتم الميثاق والعهد الذى بينكم وبينه.. فما بكاد الشعب ينسى إلا وإبليس كالعهد به مُلتزماً بميثاقه وعهدهِ معكم فيدفعكم إلى ما يزيل النِعاس والغبش من أعينه.
فها هو يوم نفرة طرد ربيبهم فولكر يدفع وجدي صالح دفعاً لملاقاة احد حُكماء الدبلوماسية السودانية دكتور الدرديرى للمناظرة على قناة الجزيرة.
وقلت فى قرارة نفسى كيف تسنى لرجل مثل الدكتور الدرديرى أن ينزل إلى قاع السياسة حين يناظر رجلاً مثل وجدي ساقته أقدار الله كما ساقت الذين معه إلى كرسى السلطة والصولجان فعاثوا فى الأرض فساداً.
ولكن حكمتةُ ومُكره قضت بأن يعرف السودانيين من هؤلاء؟ حين علا شأنهم فطغوا وتجبروا وما هى إلا ساعةٍ من نهار فبانوا للناس عراةٌ أقل درجةٍ من اللصوص المَهرهَ ويا سبحان الله!.
الدكتور الدرديرى قد تكون له حساباته حين قبل بمناظرة وجدي وقد يكون لا يعلم من الذى سيكون فى الطرف الآخر ولكنه ألقم وجدي حجراً وجعل إبليسهُ يستلقي على قفاهُ ضاحكاً.
عندما مد رجليه كأبي حنيفة النعمان وقال (إنت عضو لجنة التمكين سرقتم أموال الناس وحولتموها للانتفاع الشخصى وهذا الكلام الآن مسجل على الهواء واتحداك امشي المحكمة أفتح فيني بلاغ قول الدرديري اتهمنى).
لا أدري هل يفتح وجدي بلاغاً أم ينتظر إبليس ليكون له من الناصحين؟.
ما الذى بينكم وبينه يا وجدي لكى يبعدكم من معية الله ويضعكم فى هذا الذُل والهوان؟؟.
تقربوا إليه زلفى يا آل التفكيك يغفر لكم ذنوبكم بإذنه ويعصمكُم من إبليس فقد ربح من تجارتهُ معكم وأفسد بضاعتكم وردها إليكم.
ولا يحيق المُكر السيئ إلا بأهله .
محامى وأستاذ مساعد للقانون الدولي العام والدستورى