آراء

بيت شعر فيه سوء أدب مع الله

.بقلم: عادل عسوم

أشعارنا وأغنياتنا السودانية

يقول الشاعر أبو القاسم الشابي:

(إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلابد أن يستجيب القدر).

لقد أساء الشاعر الأدب مع الله في هذا البيت، وأورد نفسه مورد هلاك، وقد قيل بأنه تم الاعتراض على هذا البيت خلال حياة الشاعر وطلب منه بعض أصحابه إعادة صياغته إلى:

(إذا الشعب يوما أراد الحياة
وشاء الإله استجاب القدر).
لكنه للأسف رفض ذلك!.

وقد سئل الشيخ الألباني رحمه الله عن بيت الشعر هذا فقال رحمه الله:

(هذا هو الكُفر بعينه! وهو يدلُّ على أنَّ النَّاس ابتعدوا عن العلم، فلم يعرفوا ما يجوزُ وما لا يجوزُ لله وحده، وما لا يجوزُ لغيرِهِ، وهذا مِن الغفلة، وهي من الأسباب التي جعلت هذا الشَّاعر يقولُ ذلك، وأنْ تَتبنَّى ذلك بعض الإذاعات العربية نشيدًا قوميًّا عربيًّا!.

وهذا الشَّعر يقول:
إذا الشَّعبُ يومًا أرادَ الحَياة
فلا بُدَّ أنْ يَستَجيبَ القَدر.

يعني: أنَّ القدر تحت مشيئة الشعب! وهذا عكس قول ربِّ العالمين: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}. التكوير 29.
انتهى قول الشيخ الألباني.

وللأسف هناك العديد من الأمثلة لأشعار (زل) فيها أصحابها وأخطأوا، وأسوأ الزلل ما ارتهن ودعى إلى سوء أدب مع الله أو شرك.

ولن يعذر في ذلك شاعر بكون الكلمة أو السياق يحتمل معنيين وبأنه يقصد المعنى الحسن.

فقد نهى الله تعالى الصحابة رضوان الله عليهم بأن يقولوا راعنا لكونها تحمل معنى سيئا بجانب معناها الحسن، وأمرهم تعالى باستبدالها بلفظ انظرنا:

{يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم} البقرة 104.

لقد تبين لي خلال استعراضي لعدد غير قليل من أبيات شعر وردت في بعض أشعارنا وأغنياتنا السودانية فوجدتها تحمل من المضامين ماينأى بها عن ضوابط الإسلام.

وإذا بي أجد جل ناظموها -إن لم يكن كلهم- متأثرون بمناهج تحيد بهم عن الفهم السليم للاسلام ومبانيه ومقاصده.

فهم اما شيوعيون أو بعثيون أو جمهوريون أو متأثرون بهذه المناهج، والأمثلة في ذلك عديدة.

وان قال قائل بأن هذا تنطع وايغال، فالرد على ذلك يجده في هذه الحديث الذي ورد في الصحيحين معا:

عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (إنَّ الْعَبْد لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمةِ مَا يَتَبيَّنُ فيهَا يَزِلُّ بهَا إِلَى النَّارِ أبْعَدَ مِمَّا بيْنَ المشْرِقِ والمغْرِبِ). متفقٌ عليهِ.

بالله عليكم أي كلمة تزل بالعبد في النار بأكثر من كلمة يساء الأدب فيها مع الله القهار أو تسوق صاحبها إلى كفر بواح؟!.

أنصح بعدم الاستدلال ببيت الشعر اعلاه، وكذلك الاحتراز من كل كلمة أو سياق نجده في قصيدة يحمل من المضامين ما قد يوردنا مورد هلاك.

اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

* خاص بـ(متاريس)

زر الذهاب إلى الأعلى