آراء

الدكتورة نعمة حامد السباعي في ذمة الله

بقلم/ صبري محمد علي (العيكورة)

الهدوء والرزانة خلقت مع نعمة ثم إنداحت للآخرين

أغلقت سماعة الهاتف متأثراً بصبرها بعدما علمت متأخراً أنها أجرت عملية إستئصال ثدي سألتني عن أبنائي والغربة التي تطاولت.

حمدت الله لى كثيراً وأثنت عليه طمأنتني أنها بخير وعافية . لم تنس ان تقول لى (متابعين كتاباتك).

كان هذا آخر يوم اسمع فيه صوت زميلتنا الدكتورة نعمة حامد السباعي وزوجة رفيق الدراسة والطفولة حتى الجامعة المهندس عاطف متوكل جعفر تزاملنا جميعاً بجامعة الإسكندرية.

فكانا بكلية علوم القطن التابعة لجامعة حلوان ومقرها الإسكندرية وكنت انا بكلية العلوم قسم الجيلوجيا بجامعة الإسكندرية. 

نعمة كانت.. (بت بلد)، كاذب من يقول أنه رأها في غير ثوبها الأبيض وهى تشارك أنشطة إتحاد الطلاب بالإسكندرية.

وكاذب من يقول أنه سمع صوتها عاليا مجادلة في أمر ما . ما أتخيله هو أن الهدوء والرزانة خلقت مع نعمة ثم إنداحت للآخرين.

نعمة كانت داعمة للاتجاه الإسلامي في غير ما صخب ولا ضوضأ . بعد التخرج إستقر بها المقام بهيئة البحوث الزراعية بمدني.

وترقت علماً وخلقاً وابتعاثا خارجيا وصبرا على المعامل والكتب باحثة في مجال علوم القطن حتى توجتها بدرجة الدكتوراة .

نعمة لم تزدها الأيام إلا تواضع العلماء وهدوئها الذى إزداد هدوأ . يوم زرتهم بمنزلهم بهيئة البحوث بدعوه كريمة مع نفر من زملاء الدراسة.

هناك كانت نعمة ربة البيت البشوشة الكريمة (ست المطبخ) والخروف المجندل يومها يشاركها شريكها عاطف المطبخ.

ونحن نتجاذب اطراف الحديث ببهو المنزل عن الإسكندرية وأيام الدراسة وما فعل بنا الزمن وصحراء المعائش. 

نعاها لى صباح اليوم الأربعاء الواحد والثلاثين من أغسطس شقيق عاطف الأصغر الأستاذ محمد متوكل عبر رسالة مؤثرة كلها تسليم بقضاء الله وقدره.

لم استطع إكمال قرأتها (ماتت نعمة) بأحد مستشفيات القاهرة فماذا يستحق أن يقرأ بعدها.

رفعت سماعة الهاتف على شقيقه الأكبر (فريد) كان متماسكاً قبل أن أعزيه با درته (أصحيح ماتت نعمة)؟.

هرعت بالهاتف الى زوجها المهندس عاطف الذى ينهي في إجراءات الجثمان.

لم استطع ان اتفوه بكلمة سوى (عاطف …….) إنا لله وإنا إليه راجعون لا ادري أأكملت الآية أم يخيل لى.

اللهم …..إن أمتك نعمة حامد السباعي في رحابك يا أكرم من سُئل وأجود من أعطى.

اللهم إنها الفقيرة الى رحمتك وأنت الغني عن عذابها اللهم فأكرم نزلها ووسع مدخلها واغسلها اللهم بالماء والثلج والبرد اللهم وتقبلها مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا .

والتعازي لأسرتها الممتدة بالدويم وقرية (ود بلال) ومدني ولآل السباعي أين ما وجدوا وآل جعفر بلال خالص التعازي والمواساة. 

(إنا لله وإنا إليه راجعون). 

* خاص بـ(متاريس) 

الاربعاء ٣١/ اغسطس ٢٠٢٢م

زر الذهاب إلى الأعلى