وما زال الإستثمار في الحركات مستمراً
بقلم: إبراهيم عثمان
التمكين الانتقالي
▪️ لا توجد جهة عملت على الإستثمار في حركات التمرد كأحزاب الفكة القحتية، ولا توجد جهة مثلها تفننت في هذا الاستثمار وانتقلت، بكل خفة، من الاستثمار في تلميع الحركات نكايةً في الإنقاذ، إلى الاستثمار وجني المكاسب الخاصة من السلام معها، إلى الإستثمار العكسي، أي ذلك الذي يقوم على صورتها السلبية :
▪️ وفي أثناء مفاوضات سلام جوبا لم ينسوا الاستثمار الكبير فيه وخرجوا منه بأربع فوائد رئيسية :
– تصفير عداد الفترة الانتقالية وبداية فترة انتقالية جديدة .
– وتعديل المادة التي تتحدث عن حكومة دالكفاءات المستقلين والتحول إلى حكومة حزبية صريحة .
– وإلغاء المادة التي تتحدث عن عدم ترشح من يتولون المواقع الدستورية في أول انتخابات بعد انتهاء الفترة الانتقالية .
– وإضافة سلام جوبا إلى إنجازاتهم الكبرى.
▪️لكن ما إن جاءت مرحلة استخقاقات سلام جوبا بما فيه من مشاركة في السلطة حتى بدأت الغيرة ، وبدأ “الاستثمار العكسي”، أي الذي يستند على الصورة السلبية للحركات:
– فكان التشكيك في الهدف من وراء تشكيل “مجلس الشركاء”.
– وكانت بداية الحديث عن أخطاء سلام جوبا وضرورة مراجعتها .
– وكانت بداية الحديث عن المطامع السلطوية لقادة الحركات .
– وبدأوا يعملون للاستفادة – بأثر رجعي – من عدم القبول الشعبي بأعمال التمرد، وبدأ الحديث عن “أباطرة الحرب”.
– وبدأ الحديث عن جهوية قادة الحركات، وعن محاباة دارفور بدلاً عن “كل البلد دارفور”.
وأصبحوا يفسرون استمرار د. جبريل في روشتتهم الاقتصادية تفسيراً تآمرياً ، أي تمويل اتفاق السلام على حساب الشعب ومعاناته .
▪️ وكعادته في الاجتراحات الإبداعية اقترح الأستاذ جعفر حسن استثماراً جديداً يتمثل في خطر سلاح الحركات على الانتخابات، واستغلال هذا الخطر من أجل تصفير جديد لعداد الفترة الانتقالية !.
– هؤلاء الناس كانوا قبل اختلافهم مع الحركات يكتفون بالتعلل بالنازحين وعودتهم إلى مناطقهم.
ولكن بعد الاختلاف أصبحوا يتحدثون عن الخطر الذي يشكله سلاح الحركات على الانتخابات.
وهو الخطر الذي لم يتحدثوا عنه عندما كان هذا السلاح يهاجم القرى والمدن ويقطع الطرق ويدمر المنشآت !!.
– ولا يتحدثون عما فعلته حكومتهم من توفير الخدمات في المناطق الأصلية للنارحين .
– ولا يتحدثون عن ضرورة إكمال الترتيبات الأمنية قبل انتهاء الأجل المضروب للفترة الانتقالية.
ويركزون بدلاً عن ذلك على تأجيل الانتخابات، ولتأخذ الترتيبات الأمنية وقتها، وأكثر منه، ما دام البطء يجلب المكاسب لقحت المركزي .
– إذا قبل الآخرون بمنطق هؤلاء الناس، فالواجب أن تكون هناك مساومة تقوم على التالي :
ما دمتم تصرون على تأجيل الانتخابات إلى حين تحقق اشتراطاتكم كاملةً، فإثبات أن غرضكم من هذه الإشتراطات شريف.
وليس له صلة برغبتكم في التمكين الانتقالي يقتضي منكم القبول بحكومة كفاءات مستقلة تماماً، ولا صلة لها بكم.
لأنه ليس من العدل أن تكونوا أنتم المطالبين بالتأجيل وأنتم المستفيدين منه.
– المتضررون الفعليون في حالة صحة توقع الأستاذ جعفر أن تستخدم الحركات سلاحها لمنع فوز الفائزين هي الأحزاب الكبيرة.
هل يحتاج إسقاط مرشح بعثي أو جمهوري أو شيوعي أو ناصري أو من الرفاق الاتحاديين إلى سلاح ؟.
– احتمال استخدام الحركات سلاحها لمنع فوز هذه الأحزاب الصغيرة يعادل تماماً احتمال تمكن الكيزان من التسلل إلى اعتصامات الراستات والفيمنستات.
وتحويلها إلى مواخير فجور ومخدرات وخمور كما زعم جعفر هذا في أحد اجتراحاته الإبداعية.
فإن ثبت أن الراستات والفيمنستات أبرياء من هذه الظواهر وثبت أن الكيزان أكثر صلةً بها.
وأنهم يستطيعون التسلل إلى الاعتصامات وتلويثها، إن ثبت هذا، فقد يثبت أن مخاوف الأستاذ جعفر حقيقية وليست محاولة هروب تعوَّد على مثلها.
– على قحت إن كانت تصر على تقديم الأستاذ جعفر كأحد الناطقين باسمها أن تدخله في دورة إلزامية.
غرضها الأساسي تدريبه على احترام عقول الناس والفصل بين خطابات كوادر أركان النقاش وخطابات رجال الدولة ..