العيكورة يكتب: مستحقات أم مؤامرة؟

بقلم: صبري محمد علي (العيكورة)
sabri-1961@hotmail.com
ما ان مضى يوم واحد على إنهاء حالة الفوضى العسكرية إلا وقد بدأت التساؤلات المشروعة تنهال عبر الاعلام والوسائط واهمها ان الامريكان يطلبون من الخرطوم المزيد من الايضاحات!
وكحالنا المؤسف ان رجال الدولة لم يعوا معنى ان تكون رجل دولة فما اسهل ان تقف خلف المايكرفونات (والكلام يجيب بعضو) وبين ان تتحلى بالاناءة والصبر ودراسة الحالة والربط بين تقارير المختصين ثم تخرج للناس بكلام موزون رصين يمثل سيادة دولة.
واستغرب ان يبدئ رئيس مجلس السيادة دهشته انهم تفاجأوا باسلحة مضادة للطائرات وعدد كبير من المدرعات لدى هيئة العمليات!! هل يعقل ذلك؟
رئيس مجلس السيادة ليس لديه معرفة بمكامن القوة بالدولة من عتاد ورجال؟ برأي ان مجلس السيادة والوزراء قد يصحون يوما على واقع مرير في ظل هذه (السطحية) المعيبة. ثم الاعلان عن ضبط حاويات بها اسلحة متزامنة مع هذه الاحداث فأين عمل المخابرات العسكرية والمباحث؟
لم تتوقف (حمى التصريحات) هنا بل طالت (قوش) الذي برأيي هو لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا وليس بامكانه ان يسير بالشارع الا وهو خائفا يترقب وكان يجب على الاقل ان تجمد مثل هكذا تصريحات حتى اكتمال التحقيقات لا ان تطلق هكذا من نائب رئيس المجلس السيادي من جوبا.
واعتقد ان الامر ابسط من هذه (الهضربة) الاعلامية وحالة عدم الاتزان التي انتابت الحكومة مع انتقادنا لمبدأ رفع السلاح ضد الدولة ولو اطلاق الرصاص في الهواء كتعبير فكان عليهم طرق السبل القانونية التي كفلها لهم قانون المخابرات للمطالبة بحقوقهم.
ويبدو ان هناك خطوات تعثرت لم تتاح فرصة للطرف المتأثر من التحدث بها للاعلام طالما ان الموضوع منذ شهور حيث طلب من افراد الهيئة تسليم اسلحتهم فلماذا تركت الدولة الامر هكذا دون حل قانوني واداري داخلي حتى وصل مرحلة الانفجار؟ يظل هذا السؤال مشروعا.
هناك بعض المحللين ربط بين زيارة (قرقاش) وزير الخارجية الاماراتي للخرطوم وانفجار الاوضاع ومنهم من قارن بين حاوية الاسلحة المضبوطة بانها ذات السيناريو الذي تم في ليبيا ولكن تظل هذه تحليلات مراقبين لا يدعمها سند الا ان تتكشف حقائق في قابل الايام تدعمها.
على كل حال يظل وضع السودان هشا ولا يحتمل المزيد من الارهاق السياسي والعسكري. وخطوة الحسم العسكري لهذه الاحداث رغم انه شأن داخلي لعسكريين طالبوا بمستحقاتهم التقاعدية ليس الا ولم يفتح الله عليهم الا بهذا التصرف الخطأ.
الا انه ارسل رسالة قوية لدول (الامريكو قلف) ان السودان قوي متماسك بقواته المسلحة ومكونه الامني وليس من السهولة اختراقه وتهديد امنه ووحدته.
تقبل الله الشهداء من ابناء السودان عسكريين ومدنيين وحفظ الوطن قويا عزيزا بابنائه وصرف عنه كيد المتربصين.