رواكيب ود مدني

اعتقد ان حق الهروب والنجاة من جحيم الحرب في الخرطوم حق مشروع لكل مواطن ان يلجأ كيف شاء إلى اي جهة يشاء.
وهذا بالطبع يلقي بعبء إضافي على الاجهزة الامنية لتتبع هذا النزوح حتى لا يتحول إلى بؤر لاستغلالها من قبل المقاتلين الهاربين من الخرطوم بسلاحهم .
نعم هناك …. بعضا من ضعاف النفوس يتم القبض عليهم بين الفينة والاخرى يعملون في تهريب الوقود والاسلحة من الشرق لصالح التمرد خلال رحلتهم للخرطوم وقد تابعنا ذلك عبر مقاطع (فيديو) موثقة.
وكم تمنيت … .لو احيل هؤلاء لمحاكم عسكرية فورية باعتبار ان الوطن في حالة حرب ليحاكموا ويكونوا عظة لغيرهم .
فالاكتفاء بالسجن او مصادرة المركبة اعتقد غير كاف لمكافحة هذا الجرم الشنيع.
اذكر ايام …..ان دحر النميري الشيوعيين وطلب التبليغ عن كوادرهم كانت كلمة (شيوعي) كافية ان تذهب بك خلف الشمس حتى راجت طرفة ان نشالا قد تم القبض عليه متلبسا بجريمة النشل فهتف الناس بالسوق (شيوعي ، شيوعي).
فما كان منه الا ان صاح باعلى صوته يا جماعة (والله انا ما شيوعي انا حرامي ساكت).
وهذا ما يجب ان يفعل مجتمعياً بين افراد لشعب لإعلاء قيمة الحس الامني والتبليغ عن اي مظاهر وتجمعات مشكوك فيها.
نعم افهم …ان تنزح بائعة شاي باسرتها وتتجه الي مدني او شندي مثلا وتحاول في سبيل اعالة اطفالها ان تمارس ذات المهنة.
ولكن في المقابل يجب تُفهم وتُوعى تلك السيدة ان الوضع الآن قد اختلف وعليها ان تكون هي الضلع الاهم من اضلاع مثلث الامن القومي بالتبليغ عن اي اشياء غريبة او عربات او حمولات مشبوهة او مظاهر سالبة ودخيلة على المجتمع الذي استضافها .
في المقابل … .على الاجهزة الامنية ان تضع هذه الرواكيب والتجمعات تحت (الفوكس) وحتما هم يعلمون ما اعني جيدا فليس كل متباكٍ بموجوع !.
ايضا هناك ….مسار النيل والجنائن والكمائن والمزارع كلها الآن لربما تكون سُبل قد يستغلها المتمردون والمرتزقة حتى ولو لم تكن للتموضع فطالما انهم يحملون سلاحاً فيلزم التعامل معهم بحسم.
المواطن …يجب ان يكون واعٍ لما يدور حوله سواء بإيجارات المنازل والاحواش او السيارات مهما كانت المغريات وعلي وكلاء النيابات والشرطة والعدل ان يتخذوا من الاجراءات ما يضمن سلامة بيانات المستأجر وعدم استخدام العقارات لاشياء قد تضر بالامن القومي.
لا نريد ان ….نخوف الناس ونغض الطرف عن الدواعي الانسانية التي دعت هؤلاء لانشاء الرواكيب في العراء او استئجار الحيشان بقدر ما قصدنا ان ننبه الاجهزة الامنية سواء بولاية الجزيرة او بقية الولايات المتاخمة للخرطوم ان يأخذوا حذرهم حتى تضع الحرب اوزارها وحتى لا تؤخذ الجزيرة على حين غفلة كما اخذت الخرطوم.
اللهم احفظ السودان واهلنا
*بقلم/صبري محمد علي (العيكورة)
* خاص بـ(متاريس)