«مولانا» مها

بالامس وصلت إلى بريدي رسالة جميلة ومفاجئة ومفرحة.. مفاجئة لانها كانت من زميلة الدراسة الجامعية.. وجميلة لانها حملت في طياتها ذكريات الاسكندرية الجميلة وربطت بين عُقُود تغير فيها السؤال عن الكُتب والاتحاد والمُدرجات والإعانة وشعر الرأس المُرسل للسماء كنا نُطلق له العنان و(خُلال التسريح).
إلى السؤال عن الاولاد والبنات والدراسة فهكذا هي الحياة تمضي وتسرقنا الايام يا (مها).
(مولانا) مها عبد القادر شاع الدين رئيسة الجهاز القضائي بولاية الجزيرة (سابقاً) وقاضي المحكمة العُليا حالياً.
هي من اسعدتني برسالتها بالامس مُعلقة ومُعقبة على ما كتبناه قبل فترة قصيرة تحت عنوان
(عوووك الحقوا رئيس القضاء).
كتبته متسائلاً …..
عن قرار كان قد صدر بإحالة عدد من قُضاة المحكمة العُليا والمحكمة الدستورية للمعاش الاجباري.
ومنطلق السؤال كان ….
هل يُمكن لقرار رئاسي بتوقيع رئيس مجلس السيادة ان يكون على ورق أبيض (غير مُروّس).
وهل يُمكن ….
للاحالة أن تكون باعتبار ما يكون ؟ حيث اشار القرار إلى انه سيسري اعتباراً من الاول من يناير القادم (٢٠٢٤)م.
وتساءلت إن كان هذا إجراءً صحيحاً ام ان وراء الاكمة ما وراءها باعتبار ان هؤلاء القضاء بالطبع كانوا ينظرون في قضايا إستئنافية لربما قبل إندلاع الحرب ولعضهم تم إعادتهم بعد (جرجرة) طويلة لذا تم إبعادهم
(هكذا كان تساؤلي) يومها .
الاستاذ يوسف عبد الرزاق (المُحامي) تداخل موضحاً ومُجيباً على إستفساراتي في (٥) نقاط أفردنا لها مقالاً كاملاً
( غايتو الله لا وقعك في محامي) !!.
مُداخلة مولانا (مها) …
لم تاتِ إلا تأييداً لما ذهب اليه الأستاذ يوسف من حيث صحة القرار طالما تم التثبت من صحته وعدم تعرضه للتزوير.
وكذلك صحة سريان الاحالة وأكدت انه يُبلغ قانوناً للمُحال قبل ثلاثة أشهر ومن حقه ان يستمر خلالها في عمله إن اراد وله ان يستمتع بها كإجازة مدفوعة الأجر .
(مولانا) مها أكدت …
إن الإنتماء السياسي ليس له علاقة بالقضاء ولن يؤثر على سير العدالة فالقاضي القادم سيبدأ من حيث إنتهى سلفه .
ولكن إختلافي مع السيدة (مها) هنا
ان الواقع الذي كان سائداً إبان فترة حكم (قحت) لا يدعم هذا المبدا الاصيل وقد تابعت مع غيري ما كان يجري لمسار قضية
(مفصولي الشرطة) مثلاً.
من نقل للقاضي قبيل جلسة ربما تكون حاسمة او تغييره وحتماً هذا ما أبطأ من سير العدالة واصابها ما أصابها عندما أطلت السياسة بوجهها القبيح في ردهات المحاكم ونتمني ان لا يتكرر.
حقيقة …..
سعيد جداً بمداخلة وتعقيب (مولانا) مها عبد القادر
وسعيد جداً …..
ان تجد سطورنا متابعة منعمالقة القانون والقضاء في بلادي..
وعبرها أحيي قُضاة بلادي اينما كانوا فرغم وهن الدولة فقد ظل القضاء قائما والحق يصدح بالحق ب(مها) وامثال (مها) . وعذراً إن كتبتها (مها) (حافه) فما زلت اتحدث بلسان الطالب الزميل مع كل من جمعتني بهم الإسكندرية فذلك زمن تتقاصىر دونه المهن والوظائف وإن علت .
بالمناسبة يا (مولانا) ….
جدنا عبد الله ود الطيب
(رحمة الله عليه)
كان رجلاً شاعراً وحاضر الطرفة والبديهة .
رُوِي لي عن موقف حصل بينه وبين زميلنا صلاح عبد الوهاب (المحامي).
فقد تصادف ان ….
كانا ضمن رُكاب يستقلون الحافلة الي الحصاحيصا ويبدو ان جدالاً قد حدث بين (الكُمساري) وجدنا عبد الله حول ثمن التذكرة.
وصلاح هذا كان بينه و بين (عمو) عبد الله نوعاً من الود والنكتة
فقال له يااااعم عبد الله
عليك الله ادفع ساي
(بطل النِقّة بتاعتك دي)!
فاجابه عندما عرف انه صلاح (المابغباهو)
النِقّة (كررها مرتين)
النقة إنت شايل ليها شنطة !!.
قبيلة القضاة والمحامين
دمتم بخير أينما كُنتم.
*بقلم/صبري محمد علي (العيكورة)
خاص ب {متاريس}