سناء حمد تكتب: نعم.. نستطيع

لقد تطاول امد هذه الحرب اللعينة، وهي حرب ستغيّر روح هذه البلد لسنوات طويلة! لا احد سيكون آمن منها ومن ارتداداتها بعد ان تنتهي.. ولن تعود بلادنا ومدننا إذا لم تتوقف رحلة الهروب هذه التي بدأت يوم 15 أبريل، رحلة ستكمل سنة كاملة بعد بضعة اشهر .

ربما الهروب الاول كان وما زال متفهماً، بفعل الصدمة والخوف ولاستخدام هولاء الاوباش للقتل والاغتصاب كأسلحة فاعلة في ترويع المواطنين ودفعهم لمغادرة بيوتهم وممتلكاتهم، لكن اليوم ينبغي ان نتوقف، فحتى متى سيستمر الهروب؟!، لقد هربت خائفاً تترقب من الخرطوم.. إلى مدني ثم من مدني إلى سنار.. ومن سنار إلى أين؟! من الخرطوم إلى عطبرة، إلى مروى، إلى دنقلا! ثم إلى أين؟! إلى كسلا إلى بورتسودان ثم إلى أين؟! البعض هرب للنجاة من الخرطوم إلى نيالا وهناك.. وقف وجهاً لوجه مع مصير مظلم !.

علينا ان نتوقف.. عليكم ان تتوقفوا.. إن ادمان الهروب كإدمان المخدرات.. يمنحك شعوراً زائفاً بالأمان والسلام، لكنه طريق سينتهي بالضياع !! دعونا نتحد ونتوقف.. توقف.. دعونا نقاوم.. فالمقاومة ليست فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين!! بل في حالنا هذه هي فرض على الجميع، رجالاً ونساء.. يا هولاء.. ان الدفاع عن النفس والعرض والمال جهاد!.

ايها النبيل لا تخف.. أيتها الباسلة .. تماسكوا.. انتم أقوياء دعونا سويّاً ندافع عن انفسنا عن الحق في البقاء، ندافع عن الحق في الحياة الكريمة.. ولا سبيل لذلك الا بتكوين اجسام صلبة تنتشر في الاحياء والمدن، لجان للمقاومة الشعبية، فان الجيش مهما بلغ عدده لن يستطيع حماية الجميع ولا تغطية كل المساحات، لكن المجتمعات.. الشعب.. انتم شعب هذه المدن والمناطق.. اصحاب الارض لديكم طاقة جبارة وقدرات ان أحسنتم توظيفها فان لديكم القدرة على حماية المجتمعات الصغيرة والأحياء والبيوت، عبر تنظيم هذه الجهود والطاقات في لجان للمقاومة والتي بإذن ربها ستؤمن الناس من الخوف والجوع.

نعم تستطيع ان تفعل، ويد علي يد تصنع فرق، سمّوها لجان (أمان) او لجان (الكرامة) او لجان (المقاومة الشعبية)، لكن عليكم ان تجتمعوا وتنظموا انفسكم، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية! عليكم ان تجتمعوا فإن الرماح اذا اجتمعن ابيّن تكسراً واذا افترقن تكسرت آحاداً ، عليكم ان تنخرطوا في هذه اللجان التي ستنشئونها انتم، لحماية الأنفس والعروض ولحماية البيوت.. خذوا زمام المبادرة لتوقفوا رحلة الهروب.. المميتة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى