إلى هؤلاء وأولئك

.بقلم/ عادل عسوم

قال وزراء في حكومة الكيان الصهيوني بأنهم اتفقوا مع فلسطينيين لحكم غزة بدلا من حماس، قالوا بأنهم وجدوا فلسطينيين لايعادون دولة اسرائيل!،

ذلك يعني أنهم وجدوا (قحاطة) خونة كما لنا قحاطة، فقد حكمتنا قحت أعواما ثلاث، لكن بحمد الله أذهب الله رجسهم وأبعدوا عن كراسي حكم ماهم ببالغيه بانتخابات، وهاهم الآن في فنادق أديس يلغون في حميم الخيانة وغَسَّاقها، كيف لا وهم المتطاولين على دين غالب أهل السودان، والمحاربين لله تعالى رفضا للاسلام بأن يكون مصدرا للتشريع في وثيقتهم الشوهاء واتفاقهم الاطاري المجلوب، والساعين حثيثا لفصل الدين عن الدولة!.

لقد صدق فيهم قول الله تعالى الذي جمعهم بقدرته وتدبيره حيث هم الآن:
{…لِّيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ}.

سبحان الله، هم الذين أملوا -من قبل- على صغار السن هتاف (كل كوز ندوسو دوس)، بل اوغلوا في الإقصاء ليطالوا -حتى- رفاقهم في قحت!، ولكن يشاء الله أن يجعلهم هم المداسون، مداسون بنعالات المستنفرين الآن من ذات الذين ساقوهم بالخلا من قبل، وتطالهم لعنات المنهوبة بيوتهم وعرباتهم من أهل السودان، ويحيق بهم شنآن اللائي اغتصبن من حرائره. ومافتئ ذكور قحت واناثه يخرجون على الناس كل يوم بأقوالهم وتغرايداتهم وكتاباتهم السمجة، يتسترون على الدعم الصريع، يبررون احتلالهم لبيوت الناس، ويسوقون لهم الأعذار، ومنهم التي خرجت بالأمس -بلا حياء- لتنفي عن جنود الدعم الصريع أيما جريمة ارتكبوها طوال السنوات الماضية!، وذلك يثبت صحة قول الذي قال بأن في القحاطة من تشتريه بطبق بيض، فبئس الشاري وبئس المبيوع.

لقد نسي سفهاء الأحلام هؤلاء سننا لله ماضية، إنه تعالى يمهل ولايهمل، لقد جعلهم يهلكون أنفسهم (عن بينة) فتنطق ألسنتهم بما يدينهم ليصبح دليلا على هلاكهم في الدنيا والآخرة إن شاء الله.

وللاسلاميين أقول:
حق لكم أن تفرحوا، فقد ضربتم المثال في حب الوطن والحرص على سلامته، إذ على الرغم من اتهام أولئك لكم بامتلاك السلاح وكتائب الظل؛ فقد قبلتم الذهاب إلى السجون، وبقيتم فيها لسنوات دون مقاومة، واحترمتم قرارات القضاء، واحتملتم تسلط لجنة مناع ووجدي…

وإذا بسفهاء الأحلام من قحت يسعون إلى العودة على ظهر الدعم الصريع بعد أن يئسوا من رافعة الجيش، وانتشروا في الدول وعلى أبواب المنظمات القارية والعالمية يطلبون منها نزع سلاح الجيش السوداني وتفكيكه، ويطالبون بتطبيق البند السابع على وطنهم فبئس القوم…

على الاسلاميين الآن التراص والوحدة طالما اليقين بالمنهج راسخ في القلوب والوجدان، ولايجرمن البعض شنآن بأن لايعدل في أخ له في الدين،

فقد جعل الله للدعاة إلى دينه شواهد للتأسي والاعتبار في عهد الصدر والكمال البشري عندما تنتاشهم إحن التفاعل والتدافع في ثنايا الهم بتنزيل وتطببق منهح الله موئل الاستخلاف في الارض، ولعمري إنه هم ومجاهدة لايقدر عليها إلا اصحاب الهمم والاصطفاء.

من هذه الشواهد شاهدان نتبينهما في موقعة الجمل، وهي المعركة التي وقعت في البصرة عام 36هـ بين قوات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والجيش الذي يقوده الصحابيان طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام رضي الله عنهما، وقد كانا إلى جانب أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها وعن أبيها، وقد ذهبت أمنا عائشة مع جيش المدينة في هودج من حديد على ظهر جمل، فحملت المعركة بذلك إسم الجمل.
انها اقدار الله بأن يحدث ذلك، واقدار الله كلها خير، فإن كان للعصمة أن تحقن كل خلاف بين الدعاة لكان أولى بها أمنا عائشة وأمير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنهما، وقد وردت في محكم التنزيل آية كريمة يقول فيها ربنا جل في علاه:

{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ} الحجر47
الغل هو الحقد والضغن والعداوة
وقيل هو الحسد والبغض.

هذه الآية الكريمة فيها طمأنة لكل المشتغلين بالإسلام، دعوة إليه واشتغالا بمناهج تنزيله إلى واقع الناس، تعليما أو استنباطا لأحكام الله ومراداته لإخراج البشرية من الظلمات إلى النور.

هذه الآية رُوِيَ في تفسيرها أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:
إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة ممن قال الله تعالى فيهم: {ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانًا…}.

فقال رجل اسمه الحارث بن الأعور الهمذاني: كلا، اللّهُ أعدل من أن يجمعك وطلحة في مكان واحد.
فقال عليّ: فلمن هذه الآية لا أمّ لك بِفيك التراب.

والمعلوم أن علي بن طالب وطلحة بن عبيد الله رضي الله عنهما قد التقيا بسيفيهما -وهما الصحابيان الجليلان- في موقعة الجمل.
الشاهد في هذه الآية قول ربنا {مافي صدورهم من غل}.

لنسأل أنفسنا من هم هؤلاء الموصوفون بوجود الغل في صدورهم؟!
ولنسأل ماهو المكان الذي يتم فيه نزع ذلك الغل، ومن الفاعل للنزع؟!
للإجابة علينا قراءة الآيتين السابقتين لهذه الآية:
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} 45 الحِجْر.
{ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ}46 الحِجْر.
الإجابة:
الموصوفون هم اهل التقوى من المؤمنين!
والمكان هو الجَنَّة!
والذي ينزع الغل هو الله جل جلاله!
ماذا يعني ذلك؟. 

يعني أن لا ييأس المهمومون بالدعوة إلى الله عندما تحدث الخلافات بين العلماء والدعاة والمشتغلين بِهَمِّ إنزال منهج الله إلى واقع الناس وإن أوصلهم الخلاف إلى القتال.
وكذلك لايتسللن الوهن إليهم إن حدثت بينهم (المفاصلات) والانشقاقات…

فإن الله جل في علاه هو خالق البشر، وهو العالم بطواياهم، ولعلها طمأنة لكل الدعاة إلى الله بأن القلوب وإن تسلل إليها الغل فذاك لايسلبها الإيمان وتقوى الله، فالمآل أن ينزع الله ما في الصدور من غل ليجعلهم إخوانا على سرر متقابلين، والسرير هو الكرسي الواسع الذي يحتمل أن يُرقَدَ عليه أيضا.
ولعلي اختم بحديث نبوي شريف روته امنا عائشة رضي الله عنها:

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
(الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ).
صحيح البخاري

قال ابن حجر رحمه الله في شرح الحديث: قوله (الأرواح جنود مجندة إلخ) قال الخطابي: يحتمل أن يكون إشارة إلى معنى التشاكل في الخير والشر والصلاح والفساد، وأن الخيِّر من الناس يحن إلى شكله، والشرير نظير ذلك يميل إلى نظيره، فتعارف الأرواح يقع بحسب الطباع التي جبلت عليها من خير وشر، فإذا اتفقت تعارفت، وإذا اختلفت تناكرت، وقال ابن الجوزي: ويستفاد من هذا الحديث أن الإنسان إذا وجد من نفسه نفرة ممن له فضيلة أو صلاح فينبغي أن يبحث عن المقتضي لذلك ليسعى في إزالته حتى يتخلص من الوصف المذموم، وكذلك القول في عكسه.

اللهم جند قلوبنا لدينك واشملنا بحبك وابذر في قلوبنا حب من يحبك ولاتجعل في قلوبنا ذرة من حب لمناهج اليسار.

اللهم ياحَنّان يامَنَّان أسألك برحمتك التي وسعت كل شئ أن تنزع مافي صدورنا من غل، في الدنيا والآخرة، واجعلنا إليك مخبتين، وبيننا متحابين.
قولوا آمين

زر الذهاب إلى الأعلى