الميليشيا بين عصمة البرهان وعصمة الوطن !
شبهت القيادية بقوى التنسيق مع الدعم السريع رشا عوض قرار البرهان بحل الدعم السريع بأنه : ( مثل ان يرمي رجل يمين الطلاق على امرأة ليست في عصمته اصلا ! )، ثم راحت تعدد عناصر قوة الميليشيا التي تثبت صحة التشبيه وكان من بينها : ( لهم ارتباطات عابرة للحدود تأتي لهم بمدد من المقاتلين ) . و( لهم ارتباطات اقليمية كذلك ) . وختمت بـ ( أما من يظنون ان هذا القرار معناه ان لا تفاوض فهذا وهم لان التفاوض تفرضه الوقائع على الأرض وليس على الورق! )
لا أدري كيف فات على محامية الدعم السريع أن قضيتي المقاتلين الأجانب والارتباطات الخارجية تضعفان قضية الدفاع أمام محكمة الضمير الوطني، وتظهرانها كمحامية فاشلة لقضية فاشلة :
1. لأن الدفاع قد احتاج منذ البداية إلى تضليل محكمة الصمير الوطني عبر التزوير وتسمية ( المرتزقة ) الأجانب بـ ( المقاتلين ) وتسمية ( التبعية ) للخارج بـ ( الارتباطات ) !
2. ولأن الغرض المكشوف من تجنب التسميات الحقيقية هو تجنب الإدانة الذي يحمل نوعاً من المصادقة الضمنية على جواز الاستقواء بالمرتزقة وبالتبعية للخارج في المجهود الحربي !
3. ولأن هذا الدفاع السيء يذكِّر الناس بأن المحامية نفسها، ورهطها في “التنسيقية” ليسوا بعيدين عن ذات التبعية وعن الاستقواء بها .
4. لأن جلب المرتزقة وجلب التدخلات الأجنبية لحرب السودانيين، يكشفان أن الميليشيا ليست ( في عصمة الوطن)، وهذا أدعى لطلاقها من الجانب السوداني، فالجمع بين ( زوجين ) محرم بالدين وبالعرف ولا يجيزه إلا غلاة العلمانيين !
5. لأن الميليشيا نفسها تعلم أن هاتين نقطتا ضعف،ولا يمكن عدهما نقطتا قوة إلا بميكافيلية شديدة البجاحة واللؤم وبضمير كامل التقحُّط، ولهذا تحاول أن تتغطى بالإنكار الذي كذبته المحامية !
6. لأن تناول القضيتين أثناء التفاوض والبحث في معالجتهما سيكون محرجاً للميليشيا، وسيخصم منها إذا أصر المفاوض الحكومي على حل جذري للقضيتين .
7. ولأنه يتوجب على المحامية الإحابة بصراحة على السؤال : أيهما أولى بالإدانة الواجبة التي لا مجال أبداً لغيرها : الاستعانة بالمرتزقة والاستقواء بالتبعية، أم قرار الحل الذي ( يساهم ) المرتزقة والمتبوعون الأجانب في عرقلة نفاذه ؟
8. وأخيراً لأن هذا الدفاع الذي تسلك له المحامية أصعب الطرق، وتبذل له مصداقيتها، مضافاً إلى مجمل دفاع قوى التنسيق مع الميليشيا، كان يقتضي منها أن تضيف إلى عناصر “قوة” الميليشيا امتلاكها لـ ( حاضنة سياسية ) لا تبخل عليها بشيء !
تباً للزيف ..
تباً للعالف والمعلوف
بقلم/ إبراهيم عثمان