المحرر السياسي يكتب.. قراءة في زيارة آبي احمد إلى بورتسودان

بورتسودان: (متاريس)
فاجأ رئيس الوزراء الأثيوبي آبي احمد السودانيين بزيارة لم تكن في حسبان اكثر الناس تفائلا حينما حطت طائرته في بورتسودان صباح اليوم الثلاثاء للمرة الأولى خلال الحرب التي تجري حاليا بين الجيش ومليشيا الدعم السريع..

واقع المفاجأة يكمن أن الزيارة تاتي بعد موقف اثيوبي متماهي مع مليشيا الدعم السريع ظلت تعبر عنه إديس ابابا صراحة وضمنا غير ذات مرة..

يضع المحرر السياسي في (متاريس) ثلاثة أسباب محتملة تكمن في زيارة آبي لبورتسودان.. اولها الأمن الغذائي لاثيوبيا متاثرا بتداعيات الحرب في السودان وذلك ان الذرة الذي يعتبر القوت الرئيسي لاغلب سكان أثيوبيا يأتيهم من مشاريع الزراعة الآلية بمنطقة القضارف وما تتم زراعته بواسطة حكام أقليم الأمهرا وكبار جنرالات الجيش في مناطق الفشقة الصغرى والفشقة الكبرى وشرق العطبراوي..

ثانيها إحساس القيادة الإثيوبية بالخطر في إقليم التقراي الحدودي مع السودان وما يحدث فيه من معادلة امنية وعسكرية لن يمكن التنبوء بمالاتها في حال نجحت مليشيا الدعم السريع بفتح خط إمداد من اثيوبيا ناحية مناطق سيطرة جبهة التقراي المناهضة لحكم آبي احمد..

أما ثالث الاسباب التي تكمن في زيارة رئيس الوزراء الأثيوبي فيمكن الاشارة فيها إلى إمكانية التنسيق الميداني السوداني الارتري الوارد في حال تطورات الوضع العسكري على الجبهة الشرقية كما يظل التقارب الارتري الصومالي امرا لا يجوز تجاهله من قبل القيادة الإثيوبية..

عموما أيا كانت الأسباب الخفية وراء تغير موقف اثيوبيا المفاجي فان الأيام كفيلة باجلاء كثير من الأمور الخافية.

زر الذهاب إلى الأعلى