آراء

مصطفى أبو العزائم يكتب: ساعة مع الوالي

وأما الوالي فهو والي ولاية الخرطوم المكلف سعادة الفريق ركن أحمد عابدون حماد ، والساعة هي ذلك الزمن الذي منحنا له من وقته نهار أمس الأربعاء ، وقد أستقبلنا وزميليّ الأستاذ عادل سنادة ، والأستاذ حافظ المصري ، لمناقشة عدة أمور وموضوعات تتصل بحكم الولاية والخدمات التي تقدمها للمواطن ، بصفتنا الصحفية التي تعني تمثيلنا للمواطن قبل أن نمثل أنفسنا أو صحفنا.
وكان مدير مكتب السيد الوالي ، الضابط الشاب الرائد محمد علي أحمد ، قد لعب دورا مهما في(حجز) ساعة كاملة من زمن الوالي الذي نعرف ارتباطاته ، وعمله في عدة مسارات بذات الوقت ، وقدمنا حزمةً من التساؤلات حول مسؤوليات وأعباء الوالي المكلف ، وقد تابعت شخصياً ردود أفعاله عندما نسأل ، فلم أجده يدون شيئا مما نطرح من تساؤلات ، حتى أنني شككت في أنه سيجيب على كل ما طرحناه عليه من أسئلة وإستفسارات ، خاصة وإن من بينها ما يتطلبُ تفسيرات مزودة بمعلومات معززة ببيانات دقيقة .
لم يكن لقائي بالسيد الفريق الركن أحمد عابدون حماد نهار الأربعاء هو الأول ، لكن كل اللقاءات السابقة كانت عارضة ، أو عابرة أو ضمن اجتماعات عامة ، وكان آخر لقاء قبل نحو أسبوعين تقريبا عند ترؤسه لاجتماعات مجلس أمناء الصندوق القومي لرعاية الطلاب بولاية الخرطوم بصفته رئيسا للمجلس الذي أتشرف بعضويته في تكوينه الجديد هذا العام ، ولكنني أكاد أجزم بأن متابعتي لما يجري في ولاية الخرطوم تكاد تكون لصيقة ويومية ، وقد أسميت هذه الولاية التي تضم ثُلث سكان السودان ب(جمهورية الخرطوم) منذ عهود ولاةٍ سابقين ، وظللت دائما أقول للأصدقاء والزملاء المقربين ، إن من يحكم الخرطوم ، إنما يحكم السودان ، وذلك لعظم المسؤولية التي تقع على عاتقه ، وكنت ولا زلت أشفق على من يتم تكليفه بهذه المهمة الصعبة والأمانة الثقيلة .
تحدث السيد الوالي كأنما يقرأ في كتاب ، ولم أره يستعين بورقة أو كتيب أو مفكرة مهما صغرت ، بل كان يقدم المعلومات عن المسارات الثمانية التي يعمل فيها وكلها مرتبطة بالخدمات المختلفة من صحة وتعليم وإصحاح بيئة وتوفير للوقود وضبط لحركة النقل والمواصلات وتوفير لدقيق الخبز ومتابعة إنتاج المخابز والبحث عن آليات تضبط عمل الرقابة والمتابعة ، والإتجاه إلى ضبط استهلاك الوقود عن طريق البطاقات الذكية التي تضمن لكل صاحب مركبة خاصة أو عامة حصته في الوقود ، وتمنع تسرب أي كميات إلى خارج خزانات الوقود في المركبات التي تجري في شوارع الخرطوم .
قضينا ساعة كاملة أو يزيد قليلا مع والي الخرطوم، والذي اكتشفت ومعي زملائي أنه رجل مرتب ، يعرف أهدافه ومسؤولياته ، ويعرف كيف يستعين بأهل المعرفة لإنجاح خططه وتحقيق أهدافه ، ويعرف كيف يختار وينتقي معاونيه ، وبما خرجنا به من السيد الوالي نستطيع القول بأن الخرطوم الولاية ستتنفس قريبا جدا ، ويفارق القلق أهلها بعد الضوابط التي سيتم الإعلان عنها وتطبيقها لضمان انسياب الخدمات الضرورية ، وتنقية أجوائها العامة وإصحاح بيئتها وتفعيل القوانين التي تؤكد على هيبة الدولة وضبط الأداء وانضباط المسؤولين عن الخدمات العامة في ( جمهورية الخرطوم ) بمحلياتها السبع ، مع العمل على تفعيل دور المواطن في الطفرة المرتقبة .
خرجنا بحصيلة وافرة من الأخبار بدأت تطير في كل إتجاه ، وتتسابق الأسافير في حملها إلى كل إتجاه ، وقد كنا نغادر مباني الأمانة العامة لحكومة ولاية الخرطوم ولسان حالنا يردد : “شكرا حماد “

زر الذهاب إلى الأعلى