تقرير يكشف تورط حكومة جوبا في حرب السودان

كشفت صفحة “المحقق التشادي” بالفيسبوك في تقرير عن قيام دولة الإمارات بدعم مليشيا الدعم السريع في السودان عبر بوابة دولة جنوب السودان.
وفيما يلي تنشر «متاريس» نص تقرير المحقق التشادي الذي يحتوي على معلومات خطيرة تدين دولة جنوب السودان اذا كانت صحيحة.
خاص : بالمحقق التشادي
تشير معلومات موثوقة حصلنا عليها من مصادر متعددة إلى تورط دولة الإمارات العربية المتحدة في دعم حركات التمرد في السودان.
وذلك عبر تنسيق مباشر مع قيادات نافذة في حكومة جنوب السودان، في خطوة مثيرة للجدل.
تعكس تعقيدات التحالفات الإقليمية ومصالح النفوذ العسكري والسياسي.
دخول جوبا على الخط
على الرغم من تردد جوبا في البداية، انزلقت حكومة جنوب السودان إلى فلك التحركات الإماراتية.
بفعل الأزمة الاقتصادية الخانقة وضغوط وتحالفات داخلية بين قيادات عليا في جوبا.
وكان لزيارات وزير الدولة الإماراتي شخبوط المتكررة إلى جوبا دور أساسي في تمهيد الطريق لهذا التعاون.
التحالف مع الحلو وميليشيا الجنجويد
أولى خطوات هذا التحرك تمثلت في إقناع عبد العزيز الحلو، الذي يُعد مقربًا من دوائر الحكم في جوبا.
بالدخول في تحالف مع ميليشيا الجنجويد بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وظهر هذا التحالف في شكل ترتيبات تتعلق بتكوين ما سُمي بـ”الحكومة التأسيسية”.
خطوط إمداد غير تقليدية
اتخذت الإمارات مسارات جديدة لتوصيل الدعم اللوجستي للتمرد، خاصة عبر شحنات.
من عربات لاندكروزر عسكرية تُرسل من ميناء مومباسا الكيني، مرورًا بأوغندا، وصولًا إلى معبر نمولي.
ثم إلى مدينتي واو وأويل في جنوب السودان، لتصل في النهاية إلى مناطق الرقيبات وقوق مشار.
حيث يستلمها للعقيد التاج التجاني، المسؤول عن التوزيع الميداني لعناصر ميليشيا الجنجويد في دارفور وكردفان.
وتشير تقارير ميدانية إلى أن عدد العربات التي وصلت حتى الآن يناهز 400 عربة، بترتيب وتأمين من قيادات أمنية جنوبية.
مطارات للتمرد ومسرح للطيران السري
تحولت مطارات واو وجوبا إلى نقاط هبوط رئيسية لطائرات الإمداد العسكري.
ومن بين أبرز الحوادث، ما تعرضت له طائرة كينية.
تم تدميرها في مطار نيالا السوداني، والتي تبين أنها كانت تستخدم في مهام إمداد ونقل جرحى الميليشيا.
كانت الطائرة قد تم احتجازها سابقًا في واو بعد ضبط محاولة لتغيير شعارها الرسمي.
إلى شعار الصليب الأحمر، في خطوة اعتُبرت محاولة لتمويه المهام الحقيقية للطائرة.
ورغم التحقيقات، أُفرج عن الطائرة، لتُستأنف عملياتها قبل أن تُسقط ويُقتل طاقمها.
الذي ضم طيارًا جنوبياً يُدعى “سامسونق” ابن وزير الأمن موبوتو مامور، وطيارًا كينيًا.
تجنيد وتدريب علني بإشراف أمني
في أحياء جوبا مثل سوق كاستم وقودلي، تُجري عناصر من جهاز الأمن المحلي عمليات تجنيد علنية لسودانيين.
ومرتزقة جنوبيين، خصوصًا ممن لديهم خبرات في المدفعية والوحدات الفنية.
يتم إرسال المجندين إلى مدن أويل وراجا، حيث تُقام معسكرات تدريب تشمل تدريبات على تشغيل الطائرات المسيّرة ومهام الدعم القتالي.
الرنك.. محطة استقبال وتعافي
أصبحت مدينة الرنك محطة استقبال رئيسية لعناصر الجنجويد المنسحبين من مناطق النيل الأزرق والدالي والمزموم.
يتم ترحيل هؤلاء إلى جوبا ومنها إلى أويل وراجا ثم إلى دارفور وكردفان.
في المقابل، يُعالج الجرحى في عدة مستشفيات بجوبا، من بينها المستشفى العسكري، مستشفى الحرية، مستشفى الوعد (Promise)، والمستشفى الإماراتي الميداني في أويل.
مرتزقة من اليمن إلى دارفور
المعلومات تفيد بأن مطار جوبا بات يستقبل أيضًا مرتزقة أجانب قادمين من اليمن، خاصة من مناطق عمليات “عاصفة الحزم”.
ومن أبرز هذه الحالات الأخيرة، أربعة خبراء مسيّرات من حملة الجوازات اليمنية، تم نقلهم لاحقًا إلى دارفور عبر أويل.
ختاماً.
يتضح من هذا المسار أن جنوب السودان لم يعد مجرد جارٍ محايد في الأزمة السودانية.
بل أصبح لاعبًا فعّالًا في شبكة إمداد ودعم عسكري معقّدة تقودها الإمارات وتستهدف تغيير ميزان القوى داخل السودان لصالح ميليشيا الجنجويد.
وتتقاطع هذه الأدوار مع مصالح إقليمية وأمنية حساسة تُهدد أمن واستقرار المنطقة بأكملها.
تقرير: (متاريس)