أسامة عبدالماجد يكتب: ضياء الدين وأزمة الكادحين

*تذكرون المؤتمر الصحفي لمدير شركة مواصلات ولاية الخرطوم محمد ضياء الدين .. الذي قدم من خلاله حزمة مقترحات لمعالجة المشكل .. منها تعديل موعد دوام العمل بدواوين الدولة ليبدأ التاسعة صباحاً .. ودوام الدراسة السابعة صباحاً.
*ومن مقترحات ضياء الدين نقل مقار مؤسسات مدنية وعسكرية من قلب الخرطوم .. وضرورة توفير مبلغ (400) ألف دولار لحلحلة المشاكل .. مع تقديرنا لمقترحات محمد فهي بعيدة جداً عن الواقع .. انتظرت أن يقوم الرجل بعدها بحزمة معالجات سريعة لكن للأسف خاب ظننا فيه.
*خرج محمد وهو منتشياً معلناً عن اعتزامه تسليم ملف فساد للجهات المختصة .. وبذلك يخوض مع الخائضين التائهين .. فساد المواصلات لا يحتاج كل هذه الضجة .. انظروا فقط ليخوت قابعة غرب كُبري النيل الأزرق .. كانت ستخصص لمشروع وهمي اسمه النقل النهري.. ثم البصات المستعملة المتعطلة.
*المنتظر من ضياء الدين تحريك الملف بشكل أكبر من ذلك .. مشكلة محمد أنه فشل في تشخيص المشكل من أصلها دعكم من أن يضع لها حلاً .. مشكلة المواصلات سببها تردي الطرق، ارتفاع أسعار قطع الغيار، إعادة أصحاب المركبات لمئات العربات إلى الولايات بعد إعلان حكومة سابقة عن استيراد بصات جديدة ومكيفة.
*كما أن الازدحام المروري جعل الكثيرين يفرون بمركباتهم إلى الولايات .. وآخرين فضلوا إيجار عرباتهم إلى الشركات ومؤسسات الدولة والمدارس ورياض الأطفال .. وبعضها معطل عجز أصحابها عن صيانتها.. هذه الأسباب الرئيسة لأزمة المواصلات.
*تحت يد ضياء الدين أسطول يتجاوز الـ (700) بص والعامل منها يزيد من الـ (200) بقليل .. لم يفعل حيال ذلك شيئاً جلس متفرجاً .. عليه أما بيع البصات القديمة واستبدالها بأخرى.. أو إنشاء محفظة عبر البنوك تمكن من استيراد بصات سعة (30) راكباً لضيق الشوارع.
* أو التفاكر مع المالية والجمارك لفتح باب الاستيراد لمواعين نقل .. مع تقديم حوافز مثل تخفيض الجمارك أو تقسيطها .. بدلاً من قرار المركزي بالسماح للبنوك باستيراد البكاسي ..
*كما يمكن إطلاق حملة الهدف منها إعفاء أصحاب الحافلات من رسوم الترخيص .. أو تخفيضها إلى النصف .. وبشأن أكثر من (500) بص متعطل يمكن طرح صيانتها في مزاد يتم بموجبه التفاهم مع شركات الصيانة بتقسيط فاتورة الصيانة .. أو الدخول معها في شراكة.
*وواحدة من المعالجات الاتفاق مع جياد إيقاف إنتاج السيارات الصالون ولو لعام واحد .. وتحويل الأموال إلى صناعة البصات أو الترتيب لاستيرادها بمبالغ معقولة * وكذلك هناك فرصة للتحرك خارجياً خاصة مع دول الخليج .. بحيث يمكن الوصول لتفاهمات قد تمكن الخرطوم من الحصول على بصات كمنحة .. أو هناك خيار آخر وهو خروج الحكومة نهائياً من المواصلات وهو خيار تبناه لفترة والي أسبق للخرطوم.
* أن الملف معقد ويحتاج أفكار خلاقة وحراك .. والرجوع لما تم التفكير فيه في وقت سابق .. الوضع خانق والمواطن يقف بالساعات في المحطات.. ضياء الدين من الإداريين المعروفين في مجال كرة السلة .. ومن قواعد اللعبة لا تحدد مراكز أو مواضع للاعبين داخل الملعب.
*ومع ذلك يصر ضياء تضييق هيئة المواصلات.

زر الذهاب إلى الأعلى