العيكورة يكتب: لقاء نتنياهو والبرهان ترتيب بغباء

بقلم :صبري محمد علي (العيكورة)
وما زال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يقدم نفسه للشعب الاسرائيلي في غير ما قالب فما ان انتهى من صفقة القرن مع ترامب إلا وإتجه صوب القارة السمراء لحليفه القديم الرئيس اليوغندي يوري موسفيني في وفد ضم (٤٥) عضوا اخطرهم رئيس الموساد واقلهم (الهانم) .
الى هنا ويمكن ان ينظر للزيارة عادية ولا يجب ان تتجاوز الاخبار العادية ولكن ان تحط طائرة رئيس مجلس السيادة الفريق البرهان في مطار عنتبي في ذات التوقيت وان يطير (حمدوك) الى جيبوتي وتؤكد وزيرة الخارجية بان لا علم لها بزيارة البرهان إلا عبر وسائل الاعلام فهنا الامر يحتاج لفك طلاسمه والاتيان باكبر عرافي القارة السمراء ليفهمنا ما الذي يحدث باسم السودان .
لم تدع قناة الجزيرة نتنياهو (يشرب الموية) الا وطارت بالخبر ان الرجلان اتفقا على المساعدة في التطبيع بين البلدين هكذا كان الخبر بارد بكلمة (المساعدة) ولكن لم تمضي ثوان حتى اوردت الرئاسة الاسرائيلية طلب البرهان من الاسرائيلي (التوسط) لدى امريكا برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب!! بهذه البساطة والسرعة (البالستية) البرهان في زيارة غير معلنه ويتم ما لم تحصل عليه اسرائيل طيلة فترة الصراع العربي الاسرائيلي في ثوان معدودة وباسم السودان العصي العنيد المشاكس وصاحب المواقف الصلبة تجاه قضايا الأمتين العربية والافريقية وبهذه البساطة (التطبيع مرة واحدة) ..
اعتقد هي خطوة وضعت بها الحكومة أنشوطة المشنقة حول عنقها فلا الحكومة الانتقالية لها صلاحية الخوض في هكذا امور ولا مجلس الوزراء في غياب برلمان منتخب او معين وبحسب الوثيقة الدستورية تنحصر مهام الحكومة الانتقالية في السلام والوصول الى صندوق الانتخابات والعمل على تحسين معاش الناس فمن اعطى البرهان هذا الحق؟ (برأي) الكاسب هو نتنياهو شخصيا فقد ضمن صعود نجمه للناخب الاسرائيلي . ولن يكون هناك تطبيع تحت اي مسمى فلا نحن دولة جوار تهمنا الحدود الا اللهم اغلاق المجال الجوي السوداني امام الطيران الاسرائيلي الذي ظل السودان متمسكا به منذ الاستقلال . .
اذا الآن حكومة (قحت) في حيرة من أمرها هذا اذا ما ربطنا بين استقالة ابراهيم الشيخ المفاجئة اليوم من كل مهامه السياسية وما حدث في يوغندا قد يرجح فرضية ان قوى اعلان الحرية والتغيير بعلم بالزيارة بل ومباركتها من البعض والمعارضة من آخرين . وما يدلل ان كل شي تم برضاء الطرفين لم يسمح لاي من وسائل الاعلام نشر صورة للرجلين واكيد تقابلا وتصافحا ولكن بعيدا عن الكاميرات .. السؤال المحوري هل سيكون الامر سهلا هكذا كما تصورت الحكومة الحالية ومجلسها السيادي؟ لا اظن سيكون سهلا وغدا ان لم تكن هذه الليلة ستشهد الساحة السياسية المزيد من التباين في ظل حالة اليأس المسيطرة على الناس من تردي الخدمات وشخ الوقود وانعدام الخبز .. والايام حبلى بالمثير الخطر .. حفظ الله السودان من كل سوء.
خاص بـ(متاريس)