أسامة عبدالماجد يكتب: رأسمال الحكومة

*من أكثر مجموعات الضغط التي كبلت النظام السابق وأثرت بشكل كبير في مستوى أداء الحكومة هو (لوبي) الخدمة المدنية .. والذي يخنق حالياً الحكومة الانتقالية .. هو كيان خفي موجود في أي دولة .. لا انتماءات سياسية له .. هدفه المصلحة الشخصية بتلقي الرشاوى وبالتالي نشر الفساد.
*أمس الأول اعتمد ولي عهد دبي حمدان بن محمد بن راشد وثيقة أخلاقيات الوظيفة العامة لموظفي الإمارة .. تشكل الوثيقة إطاراً تنظيمياً وقانونياً للقيم والسلوكيات التي ينبغي على موظفي الحكومة الالتزام بها .. أثناء شغلهم للوظيفة العامة داخل وخارج مقر العمل.
*لحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد مقولة ذهبية (الموظف هو رأسمال الحكومة) .. الهدف لديهم تطوير القدرات البشرية .. للوصول إلى أعلى درجات الكفاءة المهنية.. وتقديم صورة مشرقة عن الحكومة، الوثيقة المذكورة حددت، القيم الأساسية لأخلاقيات الوظيفة العامة.
* ومن أهمها النزاهة والتصرف بعيداً عن الأهواء والمصالح الشخصية، الأمانة .. الحفاظ على المال العام، تأدية الواجبات بحيادية ومهنية دون تحيز أو مجاملة .. تنمية حس المسؤولية لدى الموظف وتعزيز روح الفريق الواحد.
*سألت نفسي ما الذي يمنع حكومتنا في تطبيق تلك الوثيقة بتفعيل عمل دواوين الدولة .. ولو بنصف الاهتمام بكنس آثار النظام السابق .. على الأقل أن الدوافع أقوى وكبيرة لدى مسؤولي الحكومة الانتقالية .. من واقع أن الغالبية العظمى منهم وعلى رأسهم د. حمدوك عملوا بمؤسسات دولية .. فيها درجة عالية من الانضباط.
* استوقفنني التعهدات الواجبة على الإدارات العليا (المسؤولين) في وثيقة دبي.. منها الظهور بشكل دائم كقدوة حسنة.. عدم التمييز، وأهمية استكشاف المواهب ودعمها .. لم يسقط الإنقاذ سوى (الكنكشة) في المناصب .. قلما يسمح لمن هم في الصفوف الخلفية بالتقدم.
* كان يتم اكتشاف المواهب لـ (تحجيمها) لا (تقديمها) .. هو ذات الاتجاه الذي تسير فيه الحكومة الانتقالية .. المساحات ضيقة جداً أمام الشباب .. حتى الترشيحات المرتقبة للسفراء وفي محطات مهمة، قُدمت أسماء أحيلت للمعاش قبل نحو أربعة عشر عاماً.
* الخدمة المدنية تتميز بـ(السلحفائية) .. الإيقاع ضعيف جداً لدى الموظفين .. الشعار المرفوع دائماً أمام صاحب معاملة بمكاتب الدولة (أمشي وتعال بكرة) .. أمر يدفعك لطرق باب المحاباة، قريب لك أو أحد المعارف ليكمل لك إجراءاتك .. ولو لم يكن لديك قريب أو صاحب لبحثت عن الواسطة .. وإن تعذرت لسألت عمن ترشيه وأنت مطمئن.
* من أسباب تطور سنغافورة تطبيقها نظام مدهش.. اعتماد ترقية الموظفين على الجدارة وليس الأقدمية.. لم تبتدع هذا النظام، قام قادتها بالبحث عن أنجح المؤسسات والشركات في العالم، ومعرفة أسباب الفلاح.. كانت شل للنفط هي الأنموذج في تطبيق مبدأ (الجدارة).
* أن الخدمة المدنية تحتاج ثورة .. البقاء للجديرين لا المتكاسلين .. نحتاج إلى تقوية الرقابة الذاتية عند تقديم أي تظلم أو شكوى حول الخدمات .. كل مستندات الحكومة منتشرة على منصات التواصل الاجتماعي.. أصبحت مكاتب الدولة أسواقاً لبيع كل شيء حتى (الخُمرة والدلكة).
* لا تركزوا فقط في (البل) قدموا (الحل).

زر الذهاب إلى الأعلى