عبدالحي يوسف يكتب: تسليم البشير

تسليم البشير للجنائية الدولية باطل شرعياً ووطنياً وأخلاقياً.
وإن صح ما قاله بعضهم من اتفاقهم حول هذا الأمر فأقول لبرهان وحميدتي: أما البشيرُ اليوم فسلِّما، وغداً – بإذن الله – تُسلَّما، (وما يدٌ إلا يدُ الله فوقَها. وما من ظالم إلا سيُبلى بظالم).
أما بطلانه شرعاً ففي قول ربنا {ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا} وقول نبينا عليه الصلاة والسلام (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه) فلا يحل تسليم مسلم لكافر ليذله ويهينه ويحاكمه إلى قوانين الكفر.
وأما بطلانه بحكم الوطنية؛ فهل يظن وطني مخلص أن الجنائية ومن وراءها غاضبون للدماء التي أريقت في دارفور – والتي نبرأ إلى الله منها؟ وهل عجز القضاء الوطني عن الانتصاف للمظلومين؟.
أين الجنائية الدولية من ملاحقة مصاصي الدماء من أمثال باراك ونتنياهو وأولمرت وليفني؟ أين هم من ملاحقة بوش، وهو بشهادة الغرب ـ في تقارير منظماتهم الحقوقية ـ قد قتل ـ على الأقل ـ نصف مليون إنسان في العراق وحدها ومائة ألف مدني في أفغانستان؟ وجرائمه موثقة صوتاً وصورة؟.
وبحكم الوطنية لنا أن نسأل أين هذه الجنائية الدولية من زعماء العصابات وقادة التمرد الذين يسرحون ويمرحون في بلاد الغرب وتتاح لهم وسائل الإعلام لينشروا إفكهم وأباطيلهم ويتاجروا بفتنة {لعن الله من أيقظها} وكانوا هم من أوقد نارها ونفخ فيها؟.
إنهم مشمولون برعاية دولية لأنهم يحققون لأعداء الإسلام والسودان ما عجزوا عن تحقيقه بغيرهم، من تمزيق وحدته وإهدار ثروته وإيقاع العداوة والبغضاء بين أهله.
وأما الأخلاق؛ فإن عالَم اليوم – شرقيه وغربيه – يغلب عليه النفاق؛ وما أكثر الجزارين فيه لكنهم لا يلاحقون لكونهم كفاراً أصليين – كحال الروس في الشيشان وسوريا – أو لأحذية الصليبيين واليهود لاعقين كحال بشار الأسد.
الدعم عن المحروقات يُرفع، والأسعار تلتهب، والمواطن تحت وطأة الفقر يئن، والشباب الثائر محبط، وما زال الذباب في الأسافير يطن بقولهم – إفكا وزورا – (شكراً حمدوك) وحق له أن يجيبهم (عفواً خازوق).
وإن تعجب فعجب صمت السيادي عن مساءلة حمدوك عن فعلته التي فعل باستدعائه الوصاية الدولية على كامل التراب السوداني، بل إنهم لم يستنكروا فعلته – وما أقبحها – وأرجو ألا يخرج حمدوك في قابل الأيام ليقول: قد أخبرت البرهان وحميدتي وقالا لي “go “ahead