صحيفة بريطانية: ثورة السودان ستموت إلأ إذا..!

رصد: (متاريس)

نشرت صحيفة الفايننشال تايمز مقالا كتبه، ديفيد بيلينغ، يقول فيه إن على السودان تجنب “مصيدة ميانمار”.

وقال الكاتب – بحسب رصد (متاريس) – إن المدنيين الذين قادوا ثورة سلمية في السودان أصبحوا اليوم يتقاسمون السلطة مع الجيش الذي ثاروا ضده.

وهذه الوضعية تُسمى عند البعض باسم “مصيدة ميانمار”، في إشارة إلى ثورة مماثلة أسقطت نظاما عسكريا ليحل محله نظام عسكري آخر، وإن كان النظام الثاني تتصدره أونغ سان سو تشي.

ويضيف أن “التشبيه ينطبق أيضا على ما وقع في مصر. فقد أسقط الشعب المصري حكما استبداديا ليحل محله حكم استبدادي آخر”.

ويقول الكاتب إن المدني الذي يشغل منصب رئيس الوزراء في السودان لم يكن سجينا سياسيا معروفا عالميا مثل أونغ سان سوتشي، ولكنه يتمتع بسمعة شعبية طيبة.

ولكن هذه السمعة قد تذهب سريعا. فالسيد عبد الله حمدوك – حسب المقال – ينقصه أمران هو في أمس الحاجة إليهما: القوة والمال.

ويذكر بيلينغ من بين المؤشرات الإيجابية تلميح الحكومة إلى أنها قد تسمح بمحاكمة الرئيس السابق عمر البشير بتهم الإبادة وجرائم الحرب في دارفور.

ولكنه يشير إلى شكوك في أن يسمح القادة العسكريون، الضالعون أيضا في الأحداث، بتسليمه إلى المحكمة الدولية.

ويقول إن البشير قد يحاكم في الخرطوم وليس في لاهاي في شكل من أشكال التسوية.

كما أن القادة العسكريين يخشون أن يكشف البشير في شهادته ضلوعهم في الأحداث التي يتهم بها.

ويضيف أنه “إذا تمت محاكمة البشير فإن ذلك سيكون إشارة قوية على أن ثورة السودان حقيقية. وقد تسمح بإزالة البلاد من قائمة واشنطن للدول الراعية للإرهاب”.

وتابع” وإذا لم تفعل الخرطوم ذلك فإن حظوظها منعدمة في إلغاء ديونها البالغة 60 مليار دولار، أو الحصول على تمويلات جديدة”.

ويذكر الكاتب أيضا أن رئيس المجلس السيادي، عبد الفتاح البرهان، أثار جدلا عندما التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في خطوة مفاجئة وغير مسبوقة.

ويعتقد أن السودان لو كان على استعداد للمضي قدما في فتح علاقات مع إسرائيل فإن البرهان سيجد من يسمعه في زيارته إلى واشنطن.

ولكن بيلينغ يرى أن إزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب لن تتم إلا إذا دفعت الخرطوم تعويضات لعائلات ضحايا الهجمات التي يعتقد أن التخطيط لها كان في السودان.

ويتعلق الأمر بالبحارة الأمريكيين، وعددهم 17، الذين قتلوا في هجوم عام 2000 كما أصيب في الهجوم 39 آخرون.

وكذا مقتل 200 شخص عام 1998 في هجمات استهدفت سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام.

ويرى الكاتب أن الثورة السودانية مهددة بالتراجع إذا لم تجد سندا خارجيا، بما في ذلك السند المالي.

ويقول إنه في ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “لا يوجد في واشنطن من يهتم بالثورة السودانية. كما أن السعودية والدول الخليجية لا تريد أن ترى الديمقراطية تترسخ في السودان”.

ويضيف أن “الثورة في السودان لا تزال حية ولكنها قد تموت في أي لحظة. فبعد عقود من الدكتاتورية لا تزال المؤسسات ضعيفة والعسكريون والإسلاميون يتحينون الفرصة”.

وإختتم “بدعم خارجي يمكن للسودان أن يفاجئ الجميع بإرساء ديمقراطية حقيقية”.

زر الذهاب إلى الأعلى