العيكورة يكتب: تَحسبُو لِعِب؟

بقلم: صبري محمد علي (العيكورة)
العُرس ليس حفلٌ ورقصٌ و(سَفسَفة) وينتهي الموضوع عند الدفتر وأباريق الغسيل ولكنه مسؤولية ورسالة، وكذلك السياسة فهي لن تنتهي بانتهاء مراسم الاستلام والاحتفال والوعود بل يلزمُها تخطيطٌ وسياسات وتنفيذ ٌعلى الأرض لا كما أرادت لها (الحرية والتغيير) انتقاماً وتشفي (ومن ليس معنا فهو كُوز) مِعيار مُخِل بأدب الخلاف وصك مَعيب للمواطنة.
دولة المؤسسات الحقة لا تُرعبها المسِيرات وإختلاف الرأي فالسياسة عقلُ يَسَع الجميع تحت سماء الوطن فلا طلب الوصايا الدولية ولا الزيارات (المُذلّة) ولا (مزازة) التسوّل بأروقة الأمم المُتحدة ستبني لنا وطن! ولا التطبيع مع اسرائيل سيُنبتُ لنا قمحاً ، السياسة هي الهَمّ بهَمْ المواطن وتسخير الموارد واستنهاض الهمم ، فلماذا الهُرُوب وازدراء الأوجاع والمُعاناة التي جاءت الحُكومة من أجلها وهل سقطت الانقاذ إلا بالخُبز والمحسوبية والمُحاصصة والفساد؟
وها هى حكومة (قحت) تٌمارسُهُا في ابشع صُورها فهل الحُرية إيقاف الصُحُف والفضائيات لمُجرد الاشتباه ثُم البحث عن التُهمة كأغرب (تقليعة) في تاريخ القضاء السوداني ! (نفسي أفهم) ماذا كُنتم تتوقعون ايها الوزراء؟ مكاتب وفُرُشٍ وثيرة وتكييف وسيارات وشعبٌ سهل الانقياد؟ فلِم يُرعبكم يا سادتي الحديثُ عن (الدُولار) والدعوة لانتخابات مُبكرة.
ملأتُم الإعلامُ ضجيجاً لم تتركوا مُوبقة إلا والصقتموها بخصومكم ، سعيتُم لبعثرة الاوراق وإعادة (شكّها) ففشلتم ، سعيتم لاستجلاب الدعم الخارجي فكانت تصريحاتكم (اللّا) مسؤولة تُفُسدُ كل مسعىً ، تراجعتم عن زيادة الاجور، اعترفتم بما برأت به المحاكم الامريكية السودان بتفجير المُدمرة (كول) فجلبتم المزيد من الاثقال على الميزانية المُترنحة أصلاً.
احتفلت الحركات المُسلحة على أشلاء حل هيئة العمليات بجهاز المخابرات الأقوى والاعلى تدريباً في أفريقيا و ها هُم يطلُبون المزيد من التفكيك فماذا انتم فاعلون؟ اللقاء (اليتيم) للسيد (حمدوك) عبر التلفاز القومى كان شهادة وفاة واعترافٌ خجولٌ بالفشل ، ووعدٌ بإنتهاء صُفوف الخبز بعد ثلاثة اسابيع وها هى قد انتهت المدّة !
أرأيتم كيف يتقزّم الطموح من صناعة الراجمة وتشييد الطرق وفلاحة الارضِ الى اختفاء صف الرغيف (خبرٌ) يُذاع عبر التلفاز! ستة اشهرٍ وزيادة بلغتُم (بالدولار) ما لم يبلُغه خلال الثلاثين عاماً من حُكم (الكيزان)، الأسعارُ تتناسلُ في مُتوالية هندسية حتي (شحَدْ) الناسُ المِلح وامتطوا سُطُوح الحافلات فعَن ماذا تُتحدثون أيُها الفرحُون؟ السياسة مبدأ وعمل وسهر وتجرد في خدمة الاوطان
السياسة ان تتقي نوائب الدهر بصدرك دُون شعبك وان تُحدِث الناس بصوت الحقيقة وشموخ السياسي وعينٌ المُستقبل ، السياسة أن تسهر على راحة شعبك وتحمي عرضك وتصُون الحرائر لا أن تدعُو للرذيلة على رؤوس الاشهاد السياسة أن تُؤازر جيشك لا أن تطعنهُ من الخلف وأن تُعظّم شعائر الله كما أمر الله لا أن تستهزئ بها ، السياسة يا سادتي (رجالة) وبذلُ وعطاءٌ لوطنٍ شامخ إسمه السُودان
خسرت (قحت) الكثير من الشباب الذين ناصروها ، فلم تَعُد نظرية (شيطنة) الاسلاميين تنفع ، فقد استوعب الناسُ الدرس عرفُوها فى المواصلات و(ساندوتش) الفطور والمصروف اليومى ، السياسة عزيزي (القحتاوي) ان تفهم (إنى مُرسلةُ اليهم بهدية) هي بعضٌ من الدبلوماسية وأنْ (أمْحُها يا عليُ) هى تكتيك لا يخلُ بالمبدأ وأن كشف الذراع الايمن فى الطواف هو رسالة وأن الهرولة بين الصفا والمروة هى من الأخذٌ بالأسباب وأن (الكيزان) الذين حاولتم نبذهم داخل المُجتمع لم (تبلعهُم) الارض ولكنهم آثروا سلامة الوطن في أقسى درسٍ للصبر ومغالبة النفسِ فأحبطت عُدة مُحاولات للإستهداف الخارجي ومن يبقى خارج دائرة الحدث هو من يرسُم الحدث وامّا الذين بداخلها فهُمُ الراقصُون بلا وعيٍ على اشلاء الوطن.
احد زُملائنا (البرالمة) بالجامعة تمت دعوتُه مع آخرين لتناول العشاء (المَدنّكل) لاحد الاحزاب مع برنامج مُصاحب لطرح فكرة الحزب فيما يُعرف بحفلات التجنيد ، ولكن (صاحبنا) لم ينتظر البرنامج (جهلاً منه) فاتجه ناحية الباب بعد العشاء مباشرة رافعاً كلتا يديه وهو ينفضهما من الماء قائلاً : (أها يا جماعة إن شاء الله عامرين) واظن هذا ما قد يفعله السيّد (حمدوك) وحكومته قريباً .
شُكر خاص :ــــ
للاستاذ عبد الحليم فضل الله الشهير ب(مايو) من ابناء القرية يُعاني ضعفاً في الإبصار تابع مقال الجمعة الماضية (نقفل الشباك أم نفتح الشباك؟) عبراقوال الصحف لإحدى الاذاعات فارسل لي ناصحاً بفتح الشباك لأن (الناس مِسخْنين) حسب زعمه ، فالتحية للأخ (مايو) لم يمنعه ضعف الابصار من الاستماع فله جزيل الشكْر.
إهداء أخير للوزير مدني عبّاس أغنية الجابري (بتصرُف) مع الاعتذار للاغنية
مااافى حتى رغيفه واااحده
بيها إتصبّر شويا
وعد سراب .. والجوعة حااارة
بالرغيف تبخل عليّا