آراء

أسامة عبدالماجد يكتب: عقد عمل للوزيرة

* أواخر ديسمبر الماضي استقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي في تونس سليم خلبوس من منصبه .. بعد حصوله على عقد عمل في كندا .. الخطوة قوبلت بموجة انتقادات ضد المسؤول الحكومي الذي كان يحث الأكاديميين التونسيين على عدم الهجرة والبقاء في بلدهم للمشاركة في البناء.

* وانتقد تونسيون استقالة خلبوس.. معتبرين أنه ارتكب فعلاً سبق أن كرر النهي عنه.. ولاحقت خلبوس صفة الانتهازية من كثيرين.. في بلادنا أوردت الزميلة الصيحة قبل يومين هجرة أكثر من (15) ألف أستاذ جامعي خلال الخمس سنوات المنصرمة لضعف الأجور .. والصحيح لتدهور الجنيه السوداني، بعد أن أصبحت الفا درهم ألفا درهم إماراتي تشجع على الهجرة.

*صحيح البيئة الجامعية طاردة .. و تقييم أداء وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي إنتصار صغيرون لن يكون بشكل متكامل .. لكن دعونا نقف عند بعض القضايا الخاصة بوزارتها .. التي أصبحت أنموذجاً مشوهاً بالحكومة الانتقالية.
* صارت بوابة الوزارة ساحة اعتصام جديدة، صورة مشابهة لاعتصام القيادة .. في كل مرة يأتي طلاب جامعة .. واحياناً ولائية ويعتصمون منددين بأوضاع جامعاتهم .. الطلاب أمام بوابة الوزارة بمتاعهم ومستلزماتهم يفترشون الأرض.. بل إن بعضهم يوقدون النار للطعام .. (بلغة العزابة مدورين حلة).

* ذات مرة شهدت غضبة مضرية لبعض الطلاب، حيث قاموا بإضرام النيران في لستك .. (شارع الوزارة طريقي المختصر كل يوم إلى الصحيفة) .. كما وينصب الطلاب لافتات تحمل انتقادات للوزيرة وتجاهلها لمطالبهم.

* الذي يؤسف له أن الوزيرة صغيرون تمر بسيارتها كل يوم بجوار الطلاب .. وهي تتخطى بوابة الوزارة .. مشهد الطلاب محزن.. وردة فعل الوزيرة موجعة، حيث تتتعمد تجاهلهم .. بحجة واهية هي أن من حقهم التعبير عن آرائهم.

* وربما تذهب الوزيرة أبعد من ذلك وتقول هذه هي المدنية .. ولو كانوا في عهد النظام السابق لجاءت سيارات الأمن وحملتهم .. وبالطبع هذه ليست (حرية) بل حالة (فوضوية) .. لو كانت صغيرون تتحمل مسؤوليتها بحق وحقيقة لسعت لحل مشاكلهم .. ولو بقدر يسير .. نصف حل يكفي بدلاً عن التهميش.

* ذات مرة كان المعتصمون طلاب جامعة ولائية بعيدة عن الخرطوم .. هل سألت الوزيرة نفسها، كيف جاء الطلاب للخرطوم؟ .. وأين يقيمون ؟ .. أخشى ما أخشاه أن تكون الوزيرة تقيم الموقف بنظرة ضيقة وأفق مسدود .. وتعتبر أن الطلاب أصحاب الحقوق يقف وراءهم النظام السابق.

* إن انتصار ومنذ تعيينها تتعامل بحس سياسي مع قضايا تعليمية بحته .. أليس من رجل رشيد بالوزارة ينصحها سراً بحل مشاكل الطلاب .. بأن يُطلب منهم فض الاعتصام طوعاً، وتسمية ممثلين من جانبهم للبحث عن طريق ثالث مع الوزارة.

* ربما الوزيرة ليست محل ثقة .. تعهدت بزيادة رواتب أساتذة الجامعات .. وجاءت مؤخراً وأقرت بصعوبة تنفيذ تلك التعهدات.. ترى كيف سيكون موقف الوزيرة وأركان سلمها لو جاءهم وفد زائر ورأي المنظر البائس ببوابة التعليم العالي؟.
*ابن حلال يأتينا بعقد عمل للوزيرة لنقول لها مبروك، وتكون الحكومة حققت (انتصار)

زر الذهاب إلى الأعلى