آراء

إبراهيم عربي يكتب: مفاوضات جوبا .. السلام بجرجروه !

جيدا أن السيد محمد الحسن التعايشي أدرك أخيرا إنه عضو لمجلس السيادة وناطق باسم الوفد الحكومي المفاوض بجوبا وليس ناطقا باسم الحرية والتغيير (قحت)، والحمد لله أن الرجل أدرك إن عملية التفاوض علم ومنهج وإسترتيجية وأن عملية السلام في السودان خاصة في حاجة لمنهج (Win to Win) كما إنها في حاجة لضبط التصريحات بالحكمة والدبلوماسية (فالسلام بجرجروه وبحنسوه بالترغيب وليس الترهيب) .

فلازالت مفاوضات السلام في جوبا تسدد فواتير التصريحات الشتراء الصبيانية للناشط مدني عباس مدني حينما تنكر لحركات الكفاح المسلح وقال في تكبر وعنجهية (الماعاجبو يدخل الغابة).

تماما كما لازالت المفاوضات تسدد التركة الثقيلة التي أحدثتها تصريحات وجدي صالح الإستفزازية الأحادية الديكتاتورية حينما تنكر للجبهة الثورية بأديس ابابا وكأنه أراد ان يقول (الباب يسع جمل) ، فقد تمادى في غيه دون إدراج الإتفاق مع الثورية بالإعلان الدستوري والوثيقة الدستورية رغم أن الجبهة الثورية عضو مؤسس وأصيل ولها الفضل في مقترح إعلان الحرية والتغيير (قحت).

التاريخ يعيد نفسه لذات رفض الرئيس السابق البشيرلإتفاق (نافع ، عقار) في الثامن والعشرين من يونيو 2011 بأديس ابابا، لإنهاء الحرب (الكتمة) التي إندلعت بين الحكومة والحركة الشعبية – شمال في جنوب كردفان في السادس من يونيو 2011 وهي في إسبوعها الثالث.

وكانت أول خطوة للإخماد جذوتها قبل ان تلحق بها توأمتها النيل الأزرق في الثاني من سبتمبر2011، فكان من بعد ميلاد تحالف كاودا والذي تتطور لتحالف الجبهة الثورية، حيث لازال المواطن يدفع فاتورتها حتي اليوم، فشلت فيها أكثر من (20) جولة رسمية وتشاورية، فكانت احد الأسباب التي أسقطت حكومة البشير ويتواصل ذات السيناريو بجوبا الآن فهل من مدكر ؟!.

ذات التعديلات التي رفض إدراجها وجدي صالح وقد توافد رفاقه إلي جوبا (الأعمي شايل المكسر) لدفع الثمن، مع الاسف سيدفع منبر جوبا ثمنا غاليا تلحق تعديلا في وثيقة ساطع الحاج  التي لازال الجدل يدور حولها لاسيما المادتين (20 ، 70) وربما تقودان لتعديل أو إلغاء الوثيقة الدستورية نفسها بإعتبارها غير مبرئة للذمة، وليس ذلك فحسب بل حل الحكومة .

ونصيب 40% للجبهة الثورية تمثيلا في التنسيقية العليا المركزية لتحالف الحرية والتغيير، وربما تطالب بذات النسبة نصيب لها في ولاة الولايات والمجلس التشريعي، وأخيرا بعدما بح صوتنا وساء إلينا بني جلدتنا، إستجابت الجبهة الثورية فألحقت شمال وغرب كردفان بالمسارات والتحية للقادة محمد بشير سليمان وعبد الله عقارب وآدم كرشوم ورفاقهم .

تقودنا المآلات مجتمعة لعبارة أطلقها القائد جقود مكوار مرادة نائب الحلو ردا علي بعض رفاقه القابضين علي الزناد والمتعطشين للسلام ، بشأن المفاوضات بأديس ابابا قائلا (السلام دا بجرجروه بجرجروه لحد ما يجيبوه)، تماما جاءت علي شاكلتها تعجبني تصريحات عضو مجلس السيادة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي عضو وفد الحكومة المفاوض، حينما قطع بأن تعيين الولاة والمجلس التشريعي لن يتم منفردا كما صرح زميله التعايشي، مؤكدا بان العملية تتم بالتوافق بين الطرفين (الحكومة الإنتقالية والجبهة الثورية)، قاطعا بان الوثيقة الدستورية لم تمنح حق تعيين الولاة والمجلس التشريعي لقوي الحرية والتغيير.

غدا تستأنف المفاوضات في منبر جوبا بين (الحكومة والحركة الشعبية شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو) عقب توقف بسبب إستفزازات وتصريحات غير منضبطة للدكتور محمد جلال هاشم الذي جاء حين غفلة من الزمان وكثيرها تشكك في أهلية الرجل وتؤكد إنه ضد العملية السلمية.

فلازالت (العلمانية او تقرير المصير) تمثل مواقف تفاوضية وربما سقوفات وهنالك الكثير من المقترحات مطروحة للتفاوض وفق منهج (Win to Win) وسنتطرق لها بالتفصيل في عمود الرادار غد بإذن الله.

 ولكن نأمل ألا تضيع الثورة تحت عباءة إعادة التمكين المضاد بسيناريو إزالة التمكين، مثلما أعادت اللجنة السفير الرشيد سعيد يعقوب وحرمه المصون السفيرة هالة بابكر النور وغيرهما من كوادر اليسار إلي الخدمة علي حساب تضحيات الشباب ودماء الشهداء.

ولذلك نأمل ألا تضيع المفاوضات بمنبر جوبا بين تقاطعات المصالح والمصالح الذاتية ونذكر (السلام بجرجروه بجرجروه لحدما يجيبوه) .

زر الذهاب إلى الأعلى