أسامة عبدالماجد يكتب: كورونا المناصب

* أذكر في العام 2011 حدثت مواجهة ساخنة ودون سقوفات بين الرئيس السابق عمر البشير وشباب حزبه بمركز الشهيد الزبير.. الشجاعة التي تحلى بها شباب الإسلاميين وقتذاك، ربما تعود إلى من افتتح اللقاء التفاكري الأخ بلة يوسف (معتمد كرري قبل سقوط النظام) .. ومن تلاه محمد عبد الله شيخ إدريس صاحب الرأي الجهير.

* سمع منهما البشير مالم يسمعه من قبل .. تحدث الشباب عن الفساد .. وضعف المحاسبة و(الكنكشة) في المناصب .. وغيرها من القضايا الساخنة التي كان لايجرؤ الكبار بتناولها بذات قوة طرح الشباب.

البشير بدوره رد الكرة إلى ملعبهم وبادلهم الاتهامات .. وأنهم بدلاً من منصب تقلدوا منصبين وأكثر .. وحتى بدل زوجة واحدة أصبح لبعضهم اثنتين وثلاثة.

* تذكرت تعدد المناصب و(الكنكشة) .. بخروج وكيل الإعلام الرشيد سعيد ببيان يوضح ملابسات إعادته للخارجية سفيراً وكذلك زوجته .. الرجل وجد نفسه مضطراً للتوضيح بعد أن انتاشته السهام من كل جانب .. وتندر عليه البعض.

* المشكلة ليست في الرشيد وهو غير ملام .. ولا أعتقد أنه يملك قوة وسطوة تجعله يسعى إلى المناصب غير آبه بغضبة الشارع.. أو لأن المناصب التي يتقلدها تدر جميعها عليه أموالاً .. وهو في تقديري مربط الفرس.

* ذكر الرشيد في بيانه أنه يتقاضي راتباً واحداً من منصبه (وكيل الإعلام).. لكنه حجز على (طائرة الشبهات)، التي تعرضت لمطبات (الشكوك والمظان) .. وهبطت به في مطار (الكنكشة) .. وخرج عبر بوابة (شهوة المناصب).

* سعيد وقع في المحظور .. كان طبيعياً أن يحدد موقفه أما سفير أو وكيل .. يستقيل من أحد الموقعين .. أو كان يطلب أن يدرج ضمن السفراء بالمعاش ويضمن بذلك راتب سفير متقاعد .. وبذلك يحقق انتصاره الذاتي بأن الإنقاذ أقالته دبلوماسياً صغيراً وهاهو عاد سفيراً.

* مع الاستمرار في منصب الوكيل لأنه منصب سياسي.. كما فات عليه أن يذكر الرأي العام أنه ليس بمدير للهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون، وانما مكلف إلى حين وصول شاغل المنصب الزميل لقمان من الولايات المتحدة .. ويكون ذلك بتصريح ذكي بأنهم في انتظار لقمان الذي تسبقه خبراته.. أو شئ من هذا القبيل.

* من سوء حظ الرشيد أن الكل ينظر للخارجية كوزارة (تنقط عسلاً) .. ولذلك بدا الاهتمام متعاظماً بالتحولات التي تجري فيها .. وبالفعل هي وزارة سيادية ولها خصوصيتها في كل أنحاء العالم .. أخبار التعيينات والتنقلات في الخارجية المصرية تحظى باهتمام فوق المعدل من جانب صحافة القاهرة.

* أكرر قلة خبرة الرشيد السياسية جعلته يسارع للدفاع عن نفسه وعودة زوجته سفيرة .. إن تعدد المناصب كان واحدة من المشاكل الداخلية في المؤتمر الوطني .. وكان بالحزب الكثير من أمثال سعيد .. تجد أحدهم قيادي بالوطني، ووزير ونائباً بالبرلمان .. وأحياناً زوجته نائبة بالبرلمان وقيادية أو نائبة ووزيرة.. بخلاف ترؤس أو عضوية مجالس إدارات .. ومع ذلك لم يبرر أحدهم يوماً ذلك الاستحواذ الكبير على المناصب.
*المشكل في انعدام المؤسسية .. وهو ذات الحال الذي كان عليه الوطني.

زر الذهاب إلى الأعلى