آراء

إبراهيم عربي يكتب: السودان.. الوطن ليس للبيع! 

البلاد تمر بأزمة وتخبط وعشوائية في إتخاذ القرارات والمعالجات ، وقد وصلت الاوضاع لمرحلة مؤسفة ومقلقة أمنيا ، سياسيا ، إقتصاديا وأجتماعيا بسبب هذا التخبط والعشوائية وتلكم القرارات الصبيانية.

وقد خرح الإجتماع المشترك العاصف بسيناريوهين للخروج من هذه الازمة ، إما تضحيات (جراحية – إستئصالية) برفع الدعم عن االدقيق ، البنزين ، الجازولين ، الكهرباء وأن يتحمل الشركاء في الحكومة العسكريين والمدنيين مسؤولية إتخاذ هذه القرارات الصعبة معا ، أو ان تقدم حكومة حمدوك إستقالتها وتسلم السلطة للجيش.

ولم تبتعد مخرجات المؤتمر الصحفي لوزير المالية الدكتور إبراهيم البدوي عن ذلك ، فقد نعي المؤتمر الحكومة وشيع تحالف الحرية والتغيير (قحت) إلي مثواه الأخير.

وأثبت المؤتمر أيضا أن الحكومة ليست لديها خطة منهجية مدروسة لمعالجة قضايا البلاد ، بينما رهن الوزير المعالجات بمخرجات المؤتمر القومي الإقتصادي والحوار المجتمعي لرفع الدعم وتحرير السوق إستجابة لمطالب سياسات صندوق النقد الدولي.

حقا البلاد تمر بأزمة حقيقة ، إذ لا يتجاوز الموجود من الدقيق حاجة البلاد لأسبوع وربما يومين فقط وبطرف الوكلاء والشركات بينما بلغت حصيلة المخزون الإسترتيجي (صفرا).

مع الأسف الحكومة شغالة رزق اليوم باليوم بين اللاءات الأربعة (لا دقيق ولا وقود ولا غاز ولا دولار) وجاءت الصدمة والإحباط حينما رهن الوزير المعالجات بتوفير (302) مليون دولار شهرياً لتوفير القمح والوقود والأدوية، وقال ان الخزينة خاوية ، وأن وزارته وقعت إتفاقا (فاخرا) مع شركة الفاخر وما أدراك ما الفاخر وما خفي اعظم !.

غير أن الإجتماع الثلاثي المشترك التنفيذي ، السيادي ، قحت خرج ب(آلية) بثلاث خطط لمعالجة الوضع الراهن المتوسط والطويل علي ان تبدأ الآلية بالوضع الراهن وترك ماعداها للمؤتمر الإقتصادي ، ولا أعتقد هنالك جديد يبشرنا خيرا بنجاحها.

علي كل البلاد تمر بأزمات ويتوقع إستمرار المظاهرات وتصاعد الأزمات (الرغيف ، الوقود ، الغاز وغيرها) ، بينما تجاوز الدولار (120) جنيه، فيما جاءت تصريحات عضو مجلس السيادة بروف صديق تاور لا تتناسب مع موقع الرجل ولا تختلف عن خطل النشطاء.

فالحصار الامريكي رفعته عن السودان منذ 12 إكتوبر 2027 في عهد حكومة البشير بالأمرين التفيذين (13067 – 13412) ، وأعتقد أن تصريحات البروف غير موفقة ، وياليته لو سكت وحفظ عليه لسانه دون أن يتجاوز ليقول أن (الدعم الاماراتي والسعودي لا يتعدى 10%).

إحذر يابروف إنها خطة سياسة حرق الكوادر !، مع الأسف مكرمتي السعودية والإمارات من (القوت والوقود والادوية) لست أشهر باعتها حكومة حمدوك للمواطنين ولا أدري أين ذهبت المليارات مع المليارات التي قالت تم القبض عليها من النظام البائد.

المراقب يجد أن السياسة الأمريكية تجاه السودان (ابتزازية) وتؤكد أن أمريكا ظلت تمارس مع السودان سياسة إزدواجية المعايير بالإبقاء علي البلاد في قأئمة الدول الراعية للإرهاب.

ونحن نوجه السؤال للوزير عمر قمر الدين لماذا ؟ رغم إن أمريكا قد تصالحت مع طالبان مكمن الإرهاب ومعقل تنظيم القاعدة الذي صنعته بنفسها وفقدت في ذلك أكثر من (3600) من القتلى وأكثر من (20) الف من الجرحي وخسرت اكثر من (750) مليار دولار وغيرها ، فلماذا السودان ؟.

إنها حقا سياسة التركيع وتقاطعات المصالح، رغم كل ذلك تصالحت أمريكا مع طالبان مجانا وبل قالت إنها ستساهم بمبالغ هائلة في إعادة تعمير أفغانستان .

من المؤسف جميعنا غافل عن أهمية الوطن لماذا الحكومة ولماذا المعارضة ؟ من يعارض من وضد من ولماذا وماهي الفائدة في إحترابنا إن إفتقدنا الوطن ؟ فلازالت مفاوضات جوبا في ذات مرحلة اللت والعجن (يفتقد الأبوين).

وقد أصبحت مسارات الجبهة الثورية مشكلة بذاتها ، فيما فشلت كافة محاولات التقارب بين الحكومة وعبد العزيز الحلو وعبدالواحد النور، وقد تباعدت الخطوط تماما وبدأت مرحلة جديدة من الشكوك والهواجس وأزمة الثقة.

غير ان الأنظار تتجه نحو مبادرة الشيخ الياقوت والتي سيتم تدشينها اليوم السبت بقاعة الصداقة إما أن تنجح او تدخل البلاد في دوامة جديدة وحينها ننعي الوطن !، فالوطن عزيز وغال ، فإن إفقدناه لن تكون لنا كرامة ولنا في ذلك وقفة مع صرخة الشاعر العراقي الكبير كاظم اسماعيل حينما صرخ في قصيدته والتي عنوانها (المضيع وطن) .

يقول الشاعر في ذلك :

بالغربهْ شِفت التَعب وإتعلٌمت معناه

واتعلٌمت على السهر والسكته والصفناهْ

 ذلٌيت ذلْ النهر لمن ينقطع مجراهْ

اللي مضيَّع ذهب .. بسوق الذهب يلقاه

واللي يفارق محب .. يمكن سنة وينساه

بس اليضيَّع وطن .. وين الوطن يلقاه؟

 ونحن نطلقها صرخة داوية لا ياهؤلاء (السودان وطنا ليس للبيع) !.

زر الذهاب إلى الأعلى